تتوالى يوما بعد يوم الصور الصادمة لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد في اليمن، يضيق بهم ما تبقى من مستشفيات مزدحمة بأطفال يصارعون من أ جل الحياة، بعد أن فتك بهم الجوع في بلد يشهد حربا منذ عامين. ودفعت الحالة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى التحذير من أن مليونين ومئتي ألف طفل يمني مهددين بالأمراض بسبب سوء التغذية. وتؤكد المنظمة في أحدث تقاريرها أن أكثر من نصف مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية الحاد، وأن عدد الأطفال الذين قضوا خلال العاميين الماضيين نتيجة أمراض كان يمكن الوقاية منها، يفوق عددهم الذين قتلوا بشكل مباشر جراء القتال. وتقول ممثلة اليونيسيف المقيمة في اليمن ميريتشل ريلانو إن وضع الأطفال هناك "مأساوي، وهناك العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الذي لم تعهده البلاد من قبل، وهناك نحو مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ولم نر هذا المؤشر من سنين". ويزداد الوضع تعقيدا بسبب النزوح المستمر، ففي منطقة الجراحي بمحافظة الحديدة لجأت مئات الأسر هربا من جحيم الحرب المستعرة في مديرية المخا بمحافظة تعز. لكن أماكن النزوح تلك تفتقد لأبسط مقومات الحياة، ويتعرض الأطفال فيها لمخاطر جسيمة تتمثل في انعدام الغذاء والظروف الصحية الملائمة. وتؤكد اليونيسيف أن أكثر من 48 ألف مواطن نزحوا من مديرية المخا خلال الأسابيع الماضية فقط، بسبب الاشتباكات الدائرة بين مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة والجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى. وتشير المنظمات الأممية إلى أن عدد النازحين في تعز ارتفع إلى نحو ثلاثمئة ألف نازح، وهو ما يضعها ضمن أكبر خمس محافظات في استضافة النازحين في البلاد. ولا يختلف وضع النازحين داخل مدينة تعز المحاصرة عن ريفها، فقد طالت الحرب بنيرانها ومأساتها كل مكان.