تعرّضت أمتعة الوزير الأول السابق في المغرب، عبد الرحمن اليوسفي، لتفتيش وصفه بـ"غير اللائق" في الجزائر، متحدثًا للصحافة المغربية عن أنه سيرفع دعوى قضائية ضد مسؤول بمطار "هواري بومدين" بالعاصمة الجزائرية، بتهمة العبث بحقيبة سفره. عبد الرحمن اليوسفي، الذي يعدّ آخر وزير أول (أي منصب رئيس الحكومة) في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان قد سافر إلى الجزائر من أجل تقديم التعازي في وفاة المناضل حسين آيت أحمد، إذ كانت تربط بين الاثنين علاقة قوية، لا سيما انتماءها إلى حزبيين اشتراكيين، ونضالهما في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وكذا مواجهاتهما مع نظامي الحكم في بلديهما. اليوسفي الذي اعتزل السياسة بعد انتهاء فترة حكومته ولم يظهر في الحياة العامة إلّا مؤخرًا في الذكرى الخمسينية لاختفاء المهدي بن بركة، صرّح لموقع "كشك" المغربي أن حقيبة سفره تعرّضت للكسر في رحلة العودة من الجزائر يوم السبت 26 ديسمبر 2015، وكذلك كل أشيائه الخاصة، فضلًا عن قلب كل أغراضه، معتبرًا أن التعامل معه لم يكل لائقًا. وأوضح مصدر مقرّب من اليوسفي لـCNN بالعربية أن هذا الأخير مستاء كثيرًا من "العبث بأغراضه"، مشيرًا إلى أنه زار الجزائر أكثر من مرة، ولم يسبق أن خضعت أمتعته لهذا التفتيش. بينما لم يصدر لحد الآن رد رسمي من الجزائر على واقعة التفتيش وحقيقة ما صرّح به اليوسفي. ورغم الأجواء الباردة بين الدولتين، وجمود العلاقات بينهما، إلّا أن الكثير من الوجوه السياسية في المغرب والجزائر تحافظ على استمرارية العلاقة، خاصة الأحزاب الوطنية التي كانت تنسق بينها في فترة ما قبل وبعد الاستقلال عن فرنسا، ويعدّ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان اليوسفي ينتمي إليه، من أبرز الأحزاب المغربية في هذا الاتجاه.