فيما أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح أمام مؤتمر «أسبوع سيرا» السنوي للطاقة، بمدينة هيوستن الأمريكية، أن الاكتتاب العام الأولي، المقرر إجراؤه العام المقبل، في حصة في أرامكو السعودية، يمثل محور الإطار الأوسع لرؤية المملكة 2030، أوضح في تصريح تلفزيوني أن تقييم أرامكو لللاكتتاب الأولي سيفاجئ المحللين والمقيمين والمستثمرين بما تتمتع به من تكاليف منخفضة وتدفقات نقدية عالية وأصول ضخمة واحتياطيات قوية، مشيرا إلى أنه سيتم تأكيد ذلك من قبل وكالات تقييم مستقلة، وان المستثمرين الذين يضعون أموالهم في الشركة سيأخذون البيانات من المقيمين المعتمدين. من جانب أشار الفالح في كلمته أمام المؤتمر، إلى التوقعات بارتفاع الطلب على الطاقة، عطفا على المؤشرات الاقتصادية، وعلى زيادة السكان عالميا، مع الأخذ في الاعتبار انخفاض كثافة استهلاك الطاقة بفضل التطورات التقنية والتحسينات في كفاءة استخدام الطاقة. وبين أن تكاليف البدائل، مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، آخذة في الانخفاض، نظرا لتحسن تقنياتها وارتفاع مستويات أدائها، مشيرا إلى أن هذه البدائل سوف تستحوذ، في المستقبل، على حصة أكبر في سوق الطاقة العالمية المتنامية، و«نحن نرحب بدخولها إلى سوق الطاقة، لكننا نعلم جميعا أن للتحولات في مجال الطاقة ظواهر معقدة يستغرق اكتمالها زمنا طويلا». وأبدى قلقه من أن تؤدي التوقعات الخاطئة، بشأن ذروة الطلب والموارد النفطية غير القابلة للاستغلال، إلى عرقلة استثمارات تُقدر بتريليونات الدولارات، وهي استثمارات ضرورية لدعم إمدادات الزيت والغاز الأساس خلال فترة التحول الطويلة التي يُتوقع أن تشهدها منظومة الطاقة العالمية. وأبان أن الطلب على النفط هذا العام، يتوقع أن يسجل معدل نمو قوي نسبيا، يتراوح بين 1.4 و1.5 مليون برميل في اليوم، أي في حدود مستوى النمو الذي تحقق العام الماضي، لافتا إلى أن الإنتاج قد يزيد إلى حد ما في كبرى الدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك، كالولايات المتحدة والبرازيل وكندا، ولكن، من المرجح أن يعادل هذه الزيادة ويتجاوزها الانخفاض الطبيعي، في الدول الأخرى المنتجة غير الأعضاء في أوبك، مثل الصين ودول بحر الشمال والمكسيك. وقال: «بناء على ذلك أرى أن أساسيات السوق تسير على الطريق الصحيح، وأن اتفاقية أوبك الأخيرة قد أعطتها دفعة معززة، للمرة الأولى، لكونها إطارا جديدا للتعاون مع كبرى الدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك». من جانب آخر وقعت أرامكو السعودية أمس مذكرة تفاهم مع شركة ماكديرموت إنترناشيونال لإقامة مشروع في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في مدينة رأس الخير، لتقديم خدمات الهندسة والشراء والإنشاء والتركيب المتكاملة للمنصات البحرية بما يخدم مشاريع النفط والغاز التطويرية في الأسواق الآخذة في النمو التي تعمل فيها شركة ماكديرموت في الشرق الأوسط والمناطق الإقليمية الأخرى. وأوضحت أرامكو السعودية أن المشروع يأتي في إطار خطة أرامكو السعودية لتوسيع قاعدة سلسلة التوريد المحلية الخاصة بها، مما يساهم في رفع مستويات مرونة الشركة، وفي الوقت نفسه دفع عجلة النمو وتطوير الثروة البشرية، بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل جديدة في المملكة دعما لأهداف رؤية 2030. ويهدف هذا المشروع إلى إقامة مجمع عالمي المستوى لتوفير خدمات الهندسة والشراء والإنشاء والتركيب في القطاع البحري في عموم منطقة الشرق الأوسط والأسواق الإقليمية، استنادا إلى العلاقات القائمة بين أرامكو السعودية وشركة ماكديرموت إنترناشيونال لتوطين هذا الجزء من سلسلة التوريد مما سيسهم في تعزيز الكفاءة، وزيادة حجم المحتوى المحلي، وتصدير السلع والخدمات في قطاع الطاقة، وتنمية اقتصاد المملكة. وفي هذا السياق، تركز المبادئ التجارية الأساسية للمشروع على ما يلي: النقل الاستراتيجي والمرحلي لأعمال شركة ماكديرموت إنترناشيونال في المنطقة إلى مدينة رأس الخير وفق جدول زمني مقرر، بما في ذلك بناء مجمع جديد للتصنيع والخدمات البحرية، من المتوقع أن يضم مجموعة من أحدث المرافق، مع التوجه لرفع معدلات التشغيل الآلي وتحسين مستويات التصميم، وزيادة معدلات السعودة من إجمالي عدد الموظفين في جميع المجالات الوظيفية، وما يرتبط بذلك من زيادة الأنشطة التدريبية وتنمية الكفاءات في المملكة، ودعم توطين سلسلة التوريد إلى أقصى حد ممكن، بما في ذلك تطوير الموردين لزيادة إتاحة المحتوى المحلي وتعزيز التنويع الاقتصادي في المملكة. توقيع أرامكو وماكديرموت إنترناشيونال مذكرة التفاهم أمس (اليوم)