واشنطن رسمت خطة للاقتحام تقوم على استخدام كثافة نارية هائلة في أحياء سكنية مكتظة.العرب [نُشر في 2017/03/08، العدد: 10565، ص(1)]فرار من الجحيم بغداد - خرج مركز الموصل، في الجانب الأيمن من المدينة، من تحت سيطرة داعش محطما، بعد أن استخدمت القوات العراقية كثافة نارية غير مسبوقة، رد عليها التنظيم بتفجير العشرات من الشاحنات الكبيرة الملغمة، وسط مناطق سكنية قديمة الإنشاء، في تكرار لعمليات اقتحام سبق تنفيذها في الرمادي. ومع حلول فجر الثلاثاء، كانت القوات العراقية قد نجحت في القضاء على مقاومة عناصر داعش في محيط المجمع الحكومي لمحافظة نينوى، الواقع في مركز مدينة الموصل على الضفة اليمنى لنهر دجلة. وخلف هذا النصر عددا من القتلى في صفوف المدنيين ناهز العشرة آلاف شخص، وفقا لتقديرات غير رسمية، فضلا عن دمار هائل أصاب منازل المدنيين والبنى التحتية، مع نحو 100 ألف نازح في ثلاثة مخيمات، يضاف إلى ذلك نحو ألف قتيل وجريح في صفوف القوات العراقية. وتحمل أطراف سياسية في بغداد الجانب الأميركي مسؤولية الدمار الهائل الذي لحق بالساحل الأيمن جراء عملية تحريره. وتقول مصادر سياسية إن الولايات المتحدة هي من وضع خطة تحرير الجانب الأيمن، التي تضمنت قبولا صريحا لمعدل أكبر من الضحايا في صفوف المدنيين والبنى التحتية، جراء استخدام كثافة نارية هائلة في أحياء سكنية قديمة وشديدة الاكتظاظ. ووفقا للمصادر الميدانية فقد تولى الأميركيون والفرنسيون التمهيد بالقصف لأي عملية تقدم تنفذها القوات العراقية في الجانب الأيمن من الموصل. وفي معظم الحالات لم تسجل اشتباكات مباشرة بين القوات العراقية وعناصر داعش الذين كانوا يقتلون من جراء القصف أو يفرون بسببه، ويتركون خلفهم شاحنات ملغمة تسبب الخسائر في صفوف القوات العراقية. وعلى مدى ثلاثة أيام ومن ثلاثة محاور، ضغطت القوات العراقية مدعومة بطائرات الأباتشي وبطاريات صواريخ المارينز ومدفعية القيصر الفرنسية، على تحصينات داعش في الجانب الأيمن من الموصل، الذي يعد مركز محافطة نينوى، لتتمكن من تدمير معظمها، وتشتيت عناصر التنظيم.السيطرة على الموصل◄ 100 ألف نازح ◄ 1000 قتيل من القوات العراقية ◄ دمار البنى التحتية والمنازل ومنذ فجر الأحد الماضي، أدخل التقدم السريع للقوات العراقية نحو عمق الجانب الأيمن من الموصل عناصر التنظيم في مرحلة من الهستيريا، لا سيما بعد فشل جميع محاولاتهم لإبطاء التقدم بتفجير السيارات المفخخة الصغيرة ثم الصهاريج المفخخة. ودار معظم القتال في أحياء سكنية قديمة الإنشاء وذات كثافة سكانية كبيرة. ومع لجوء الطرفين إلى استخدام أقوى ما لديهما من أسلحة، اتسعت رقعة الدمار. وتعرضت وحدات تنظيم داعش المرابطة في منطقة المجمع الحكومي في مركز الجانب الأيمن، إلى صدمة في عمليات قتال استمرت طيلة ليل الاثنين من قبل قوات الرد السريع، فقتل من داعش ما يزيد على 50 عنصرا، منهم 37 انتحاريا وقناصا، فيما تراجع من تبقى من عناصر التنظيم هناك نحو أحياء النبي شيت والعكيدات والمدينة القديمة. ووفقا للخبير الأمني هشام الهاشمي، فقد خسر داعش معظم عناصر (كتيبة الفرقان) التي تضم نخبة مقاتلي التنظيم من جنسيات عربية مختلفة، فضلا عن (كتيبة طارق بن زياد)، التي تضم مقاتلين من جنسيات أجنبية، ولم يتبق من أصل ألفي مقاتل موزعين في الجانب الأيمن سوى العناصر المحلية الأقل كفاءة قتالية. وانفجرت في مناطق تقدم القوات العراقية بالجانب الأيمن، الاثنين، نحو 40 عجلة كبيرة ملغمة، خلفت المئات من القتلى في صفوف المدنيين والقوات العراقية ودمارا هائلا. ومع التقدم الكبير الذي أحرزته خلال الأيام الماضية، مازال ينتظر القوات العراقية عمل كبير لتطهير أحياء الموصل المتبقية، ومن ثم الخروج إلى المحور الغربي ودخول تلعفر. للمزيد: كرام الموصل في مخيمات النازحين دمار الموصل: نكبة صنعها العراقيون بأنفسهم