أعلن الجيش الروسي في بيان اليوم (الثلثاء) اتفاقاً لوقف إطلاق النار حتى 20 آذار (مارس) الجاري في الغوطة الشرقية التي تعد من معاقل المعارضة المسلحة في سورية شرق العاصمة دمشق، وذلك تزامناً مع اجتماع رؤساء أركان جيوش روسيا وتركيا وأميركيا في أنطاليا لبحث ملفي سورية والعراق. وأوضح بيان الجيش الروسي «أُعلن اتفاق لوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي من يوم 6 آذار (مارس) حتى الساعة 23:59 بالتوقيت المحلي من يوم 20 آذار (مارس) في الغوطة الشرقية»، مضيفا انه لم يسجل «اي خرق» للاتفاق حتى الآن. وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على محطة الخفسة لضخ للمياه شمال سورية بعد طرد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) منها، وفق ما أكد «المرصد السوري لحقوق الانسان». وتعد محطة مضخة المياه الرئيسة الى مدينة حلب التي تعاني منذ خمسين يوماً من انقطاع المياه جراء تحكم المتطرفين بعملية الضخ. ويسيطر «داعش» منذ العام 2014 على البلدة الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات. من جهة ثانية، ذكرت القوات المسلحة التركية أن رئيس أركان الجيش التركي التقى نظيريه الأميركي والروسي في إقليم أنطاليا جنوب تركيا اليوم وبحثوا ملفي سورية والعراق في المقام الأول والأمن الإقليمي، من دون تفاصيل ما حصل في الاجتماع. لكن مسؤول تركي كبير فضل عدم ذكر اسمه قال إن الولايات المتحدة قررت على ما يبدو الاستعانة بمساعدة «وحدات حماية الشعب الكردية» في حملة لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مدينة الرقة معقله في سورية، محبطةً بذلك طموحات أنقرة. وأضاف «لسنا متأكدين في هذه المرحلة... لكن يبدو أن الولايات المتحدة ربما تنفذ هذه العملية مع وحدات حماية الشعب وليس تركيا. وفي الوقت نفسه الولايات المتحدة تمد وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة». ومضى قائلاً «إذا جرت هذه العملية في هذا الشكل فستكون هناك تداعيات على العلاقات التركية الأميركية لأن وحدات حماية الشعب تنظيم إرهابي ونحن نقول ذلك في كل منبر». وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أعلن مساء أمس أن بلاده «لن تتمكن من إطلاق عملية للسيطرة على منبج من دون تنسيق مع روسيا والولايات المتحدة». ولطالما اعتبرت تركيا أن منبج الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، تحالف فصائل عربية وكردية، ستكون هدفها المقبل وأنها تريد إخلاءها من مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» الذين تعتبرهم «إرهابيين». من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق اليوم أن «رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف سيبحث مع التركي هلوصي أكار والأميركي جوزيف دانفورد قضايا الأمن في سورية والعراق». وفي سياق التنسيق التركي – الروسي كان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أعلن أمس أن تثبيت وقف النار في سورية وتعزيز مجالات الحوارات بين الجهات السورية سيكونان بين أبرز محاور البحث خلال المحادثات المقررة الجمعة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، فيما تحدثت مصادر عسكرية عن تفاهمات روسية - أميركية لمنع وقوع مواجهات بين قوات «درع الفرات» المدعومة من أنقرة، والقوات الكردية في منبج، شمال سورية. لكن الوضع في محيط هذه المدينة أصبح معقداً في الأيام الماضية مع نشر عسكريين أميركيين لمنع أي مواجهات وإرسال قافلة للنظام السوري بمواكبة آليات روسية.