×
محافظة المنطقة الشرقية

صحة الطائف تراقب تحركات سيارات الاسعاف عبرنظام «GPS»

صورة الخبر

لا شك أن تخرُّج الطالب من الجامعة تصاحبه فرحة وحبور، فكيف يكون طعم التخرج حين يمتزج بالغربة والبعد عن الدفء العائلي؟! ويوم الأحد الماضي كان عرساً تعليمياً أكاديمياً من الدرجة الأولى، حيث عاش قرابة 3500 طالب مبتعث في بريطانيا فرحة تخرجهم بمراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في كافة تخصصات الابتعاث، وشاركهم الفرحة أهاليهم وأحبابهم وأصدقاؤهم وضيوف مدعوون من وزارة التعليم العالي، وهناك حلت بهجة التخرج وهلت دموع الفرح بامتزاج بهي. وظهرت بجلاء المشاركة الأبوية من لدن سفيرنا بالمملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف ووزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بالإضافة للملحق الثقافي، حيث بذلت الملحقية السعودية في بريطانيا جهداً كبيراً لإخراج الحفل بصورة تليق بمكانة المملكة وتكريمها للخريجين عدا جهودها المعتادة أثناء دراسة الطلبة والطالبات هناك. الملفت في تخرج هذا العام هو استقطاب عدد كبير من الجهات المشاركة في يوم المهنة المصاحب لفعاليات حفل تخريج الطلبة والطالبات المبتعثين، حيث بلغ عددها 65جهة، تضم عدداً من الوزارات والجامعات والهيئات ومراكز البحوث المتخصصة والشركات والبنوك للاستفادة من مؤهلات أبنائنا وبناتنا الخريجين وتوظيفهم بعد عودتهم لأرض الوطن. وما نرجوه بعد فعاليات التخرج وتبادل التهاني وبدء وقت الحصاد، أن يلتفت الخريجون للدور المناط بهم وطموحات الوطن بهم بعد عودتهم له بتطبيق ما تعلموه هناك من علوم ومهارات للمساهمة في بنائه بعقولهم وسواعدهم، وأن يسود في عملهم طابع ثقافة البلد الذي تعلموا فيها وما تتميز به بريطانيا من دقة والتزام وإخلاص ومثابرة حتى وصلت تلك الدولة لما وصلت له من حضارة وتنظيم مبهر على المستوى الشعبي والشخصي وكافة مجالات الحياة المدنية.. عدا ما يفترض أن يحمله الطلبة في أنفسهم من تعاليم دينية شامخة تشجع على العمل وإتقانه وتحث على الإخلاص فيه، وما يتوقعه الوطن منهم كونهم عماد المستقبل، وبجهدهم ستحقق بلادهم الرفعة والازدهار. ولئن كان برنامج خادم الحرمين للابتعاث كريماً مع الطلبة في جميع دول الابتعاث، فإن الوطن يعوِّل عليهم الكثير علمياً وتقنياً وثقافياً، لينهضوا به ويغيروا ملامح وجهه التقليدي الذي ألفناه، وينقلبوا على البيروقراطية المقيتة، ويحيلوا الوطن لورشة عطاء، ويجعلوا من التقنية أداه راحة وليست عبئاً، ويشكّلوا مع زملائهم خريجي الداخل تكاملاً ليكونوا في مجملهم إستراتيجية متوازنة لرفعة الوطن. فيا أيها الخريجون الأحباء: سنفرح بكم الآن، وسنسلمكم وطناً متعطشاً للنماء لتحقيق رؤية قائد فذّ راهن على نجاحكم وقاوم المثبطين، وتطلعات شعب يرقب قدراتكم على التغيير، فأهلاً بكم.