دانة القصيبي اكتسبت مهاراتها في بريطانيا والولايات المتحدة لكنها تواجه ممانعة بسبب العادات المحافظة التي تمنع المرأة من ركوب الخيل وترويضها.العرب [نُشر في 2017/03/07، العدد: 10564، ص(24)]دانة تتطلع إلى تغيير قادم في المملكة جدة (السعودية) – اصطدم شغف الشابة دانة القصيبي برياضة ركوب الخيل وحبها لها بالقيود التي يفرضها المجتمع المحافظ في المملكة العربية السعودية على ركوب المرأة للخيل وترويضها. لكن التغيرات التي بدأت تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة في مجال حقوق المرأة، أعادت إلى دانة الأمل في أن تتمكن يوما ما من افتتاح وإدارة مجموعة اسطبلات لتدريب الخيول. وقالت دانة البالغة من العمر 35 عاما “هناك اعتقاد غريب بأنه لا يتوجب على النساء ركوب الخيل ولا سيما غير المتزوجات منهن”. وتحلم الشابة السعودية غير المتزوجة بامتلاك اسطبلات تدرب فيها الخيول بطريقة أقل خشونة من الطرق التقليدية المعتمدة في السعودية. وتفرض المملكة قوانين صارمة على المرأة، لكن بالنسبة إلى دانة التي عادت إلى بلادها قبل نحو أربع سنوات بعدما عاشت في الخارج لأكثر من عقد، فإن التغيير قادم. وتقول القصيبي “عدت ورأيت النساء يعملن محاسبات وبائعات في المتاجر والمكاتب”. وتسعى المملكة التي تمنع النساء من قيادة السيارات، إلى تشجيع المرأة على العمل من أجل توفير قوة عاملة إضافية تسهم في تحقيق رؤية العام 2030 الاقتصادية التي أُعلن عنها قبل نحو عامين وتقوم على تنويع الاقتصاد المعتمد بشكل كلي على النفط. وفي العام الماضي، عينت السعودية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في منصب وكيلة رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي. وقالت وسائل إعلام محلية نقلا عن الأميرة في فبراير إن السلطات ستبدأ منح تراخيص لإقامة نواد رياضية خاصة بالنساء. وترى القصيبي أن السعودية “تشجع النساء فعلا في مجال الرياضة، وهو أمر جديد”. لكن رغم ذلك، تؤكد مدربة الخيول التي اكتسبت مهاراتها في بريطانيا والولايات المتحدة، أنها تواجه ممانعة “خصوصا بسبب مقاربتي للخيول”.دانة القصيبي: لا يمكن التعلق للأبد بطريقة تفكير عفا عليها الزمن، النساء أقوى اليوم وأصبح لديهن صوت ولطالما كانت الخيول حاضرة في حياة السعوديين، خصوصا وأن المملكة اشتهرت طوال قرون بكونها موطنا للخيول العربية الأصيلة. وتشمل الطريقة التقليدية لتربية الخيول في السعودية استخدام “الكثير من القوة” وبينها الضرب بالسوط، بحسب القصيبي. وبالنسبة إليها، فإن الأمر يتطلب مقاربة أقل خشونة تقوم على مراقبة تصرفات الخيل ومحاولة فهم طريقة تفكيرها حتى تصبح هي “جزءا من القطيع الذي ينتمي إليها”. وتوضح “يجب إقامة علاقة معينة وتفاهم محدد لأن على الحصان أن يثق بك”، مشيرة إلى أنها لو لم تكن امرأة، لكانت مقاربتها هذه حظيت باهتمام أكبر. وتشير القصيبي إلى أن العديد من النساء يأخذن دروسا في ركوب الخيل، لكن الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمرأة بسبب العادات والأعراف الاجتماعية التي تمنع مثلا الاختلاط بين النساء والرجال غير المرتبطين في الأماكن العامة وبينها المطاعم. وبالنسبة إلى دانة فإن الحل بسيط “دعوا النساء يركبن الخيل”، مشيرة إلى أن المرأة كانت تمتطي الخيل في زمن المحطات الأولى للدين الإسلامي. وتملك المدربة حصانين تبقيهما في اسطبل في مدينة جدة على البحر الأحمر، وتعتمر حين تتواجد فيه قبعة لرياضة البيسبول وقميصا ملونا يتعارضان مع العباءة التقليدية السوداء التي ترتديها المرأة السعودية في الأماكن العامة.