نظام الديتوكس: هو أحد النظم الغذائية التي تساعد الجسم في التخلص من السموم الموجودة فيه و الناتجة عن تلوث البيئة و الكيماويات الموجودة في الطعام و الإضافات الغير الطبيعية,باختصار هي عملية تنقية لجسم الإنسان من السموم التي تؤذي هذا الجسم و تقوم بعرقلة وظائف أعضائه كالكبد و غيره,لكن تخيلوا معي لو نستطيع تجربة هذا الديتوكس على مجتمعاتنا العربية, فيخرج بدوره الفاسدين و المتملقين لرؤسائهم في سبيل كرسي زائل,أليست الحياة ستكون أجمل ؟الفساد وما أدراك ما الفساد؟ ظاهرة وصفتها تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الشفافية الدولية بالسرطان الساري في أوصال الدول خاصة الفقيرة والنامية منها، أعراضه تكمن في الرشاوي والمحسوبيات وغطاؤه نظم حاكمة يتحالف فيها المال مع السياسة كخدمات لفئات متنفذة على حساب مصالح الشعوب والأوطان.احتلت الدول العربية موقعها الطبيعي في قائمة البلدان المصابة بداء الفساد فلا تكاد تمر سنة إلا وتطالعنا فضائح وقضايا لم تمنع تكرارها أحكام قضائية أو اتفاقية أممية لمكافحة الفساد وقعتها حكوماتنا العربية, هنالك العديد من العوامل المشجعة على ارتكاب الفساد منها أولا عندما يكون هناك تساهل في الضوابط فإذا غابت الضوابط للأنشطة الاقتصادية أو غابت الضوابط المجتمعية أو غابت أجهزة الرقابة عن إعمال رقابتها الحقيقية على الضوابط المتعلقة بالأعمال الإدارية والأعمال المالية والأعمال العامة ومراقبة الحدود ومراقبة المنافذ التي تأتي منها، في هذه الحالات تكون المسؤولية على أجهزة الرقابة وفك القيود التي تبرهن على غياب الدولة وعدم سيطرتها وإحكام قبضتها على الأنشطة وأحيانا يكون هناك أيضا ثغرات تشريعية بمعنى أنها تكون تشريعات مطاطة تعطي مساحة من الحرية للفاسدين لكي يستغلوها لتحقيق مآرب شخصية أو تحايل على القوانين، باعتبار أن الفساد سلوك إجرامي احتيالي للحصول على منافع ومزايا بدون وجه حق بالمخالفة للقوانين والتشريعات وفي غيبة الأجهزة الرقابية أو ضعف النظم التي تكشف الفساد من زوايا متعددة، وفي هذه الحالات نجد أن العالم العربي يعاني من تخلف في الإدارة تخلف في النظم الرقابة الإدارية والرقابة المحاسبية وهذا يعطي مساحة للفاسدين لكي يتحركوا بحرية خصوصا في عصر الانفتاح والعولمة، بالإضافة إلى غياب آلية رقابة قوية وكذلك غياب المساءلة والتأكد ابتعاد هذه الدول عن مصدر النزاهة ومنبع الشفافية، ولعل الأهم والأخطر الذي جنته يدي المستبدين في الدول العربية؛ هو تعميم ثقافة الفساد في المجتمعات العربية، حتى أضحى الفساد ثقافة شعب وطريقة حياة وأسلوب معيشة، لا يمكن الاستغناء عنه واستئصاله إلا بعملية جراحية خطيرة ومعقّدة، لا يستطيع اجراؤها إلا جرّاح ماهر وبأدواتٍ طبية متطورة،فأصبح واقعا و مسلّمات حياة قد خضع لها الشعب للأبد.. يبقى الفساد بشتى أطيافه أحد معاول الهدم التي تواجه عمليات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ والحل هو أن تكون هنالك خطة استراتيجية شاملة لإعادة العدل في المجتمع,إن الصمت عن الفساد يزيد من فساد الفاسدين، وكما تعلمنا فإن المواطن هو المسؤول الأول عن أمن البلاد وحمايتها من أعداء الخارج، وهو أيضاً المسؤول الأول عن حمايتها من الفساد الداخلي، كلّ يحاربه بطريقته ,وأنا أحارب سرطان الفساد بكلماتي لعلّنا نصنع في يوم ديتوكس للمجتمع,وتعود بلادنا وأوطاننا إلى ما كانت عليه في يوم,كم أشتاق إلى أوطاننا القديمة,اشتياق قد حطم أحلامي على أرض بلدي و بناها على أرض بلاد أخرى بعيدة,فإن فسدت البيئة فاحتموا بعقولكم من الفساد ,فوالله إنه لعظيمة عواقبه.فرح العبداللات