يتوجه ملايين الأفغان في أرجاء البلاد -من المناطق الجبلية الوعرة على الحدود مع باكستان إلى السهول التي تعصف بها الريح في غرب البلاد- إلى صناديق الاقتراع غدا السبت في أول انتخابات لتحقيق أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان المضطرب. ونشرت حركة طالبان الإسلامية المتشددة التي تسعى للإطاحة بالحكم في أفغانستان مقاتليها في أنحار البلاد لتعطيل الانتخابات التي تصفها بأنها خدعة مدعومة من الولايات المتحدة. وقتل عشرات الأشخاص في موجة من أعمال العنف في الأيام السابقة على الانتخابات، وقتلت مصورة مخضرمة في وكالة أسوشيتدبرس وأصيبت مراسلة أخرى تعمل في الوكالة ذاتها اليوم الجمعة عندما فتح رجل يرتدي زي الشرطة النار عليهما في شرق أفغانستان أثناء تغطيتهما للاستعدادات للانتخابات هناك، وتم نشر أكثر من 350 ألفا من قوات الأمن الأفغانية لإحباط الهجمات على مراكز الاقتراع وعلى الناخبين. وعزلت العاصمة كابول عن بقية البلاد بسلسلة من حواجز الطرق ونقاط التفتيش، وفرضت حالة إغلاق فعلي على مدينة قندهار مهد حركة طالبان عشية الانتخابات. ونصح السكان بالبقاء في بيوتهم، ولا يسمح الدستور الأفغاني للرئيس الحالي حامد كرزاي بالترشح لفترة ولاية جديدة لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يحتفظ بنفوذ قوي في السياسة من خلال مجموعة من السياسيين الموالين له. وسيتعين على الناخبين الأفغان النظر إلى التقدم الذي تحقق في أفغانستان منذ عام 2001 عندما أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحركة بطالبان التي كانت تؤوي أسامة بن لادن زعيم القاعدة، ومن شأن أي تأجيل أن يتيح وقتا محدودا لاستكمال اتفاق حيوي بين كابول وواشنطن لإبقاء ما يصل إلى عشرة آلاف جندي في أفغانستان إلى ما بعد عام 2014 بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية، ومن بين ثمانية مرشحين هناك ثلاثة هم الأوفر حظا هم وزيرا الخارجية السابقان عبد الله عبد الله وزلماي رسول ووزير المالية السابق أشرف عبد الغني. وإذا لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الاقتراع غدا السبت -وهذا متوقع- ستجرى جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى في 28 مايو. ومن المقرر ظهور النتائج الأولى للجولة الأولى بعد ما يقرب من ستة أسابيع من الاقتراع. ويرجع التأخير أساسا إلى التضاريس الوعرة التي ستحتاج نحو ثلاثة آلاف حمار لنقل صناديق الاقتراع من الأماكن التي يتعذر الوصول إليها.