عواصم - وكالات - مع احتدام الصراع متعدد الأطراف على مدينة منبج شمال سورية، ومع تجدد الاشتباكات بين «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة من أميركا، و»قوات درع الفرات» المدعومة من تركيا، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن النظام السوري وحليفته روسيا أرسلا «قوافل إنسانية» إلى منبج الخاضعة لسيطرة «قسد».وقال الناطق باسم وزارة الدفاع جيف ديفيس: «نعلم أن هناك قوافل إنسانية يدعمها الروس والنظام السوري متجهة إلى منبج».ورفض ديفيس التعليق على هذه «المبادرة» من جانب النظام وحليفته موسكو، لكنه شدد على أن هدف واشنطن في الوقت الراهن هو «سعي كل الأطراف في شمال سورية إلى دحر تنظيم داعش قبل كل شيء وليس ان تتقاتل في ما بينها».من ناحيته، أعلن موقع «روسيا اليوم» إن «قافلة جديدة من المصفحات الأميركية والمقاتلين الأميركيين وصلت اليوم (امس) إلى شمال منبج». وكانت دفعة أولى وصلت أول من أمس.وسيطرت «قسد» على منبج في أغسطس 2016 بدعم من مستشارين عسكريين أميركيين وبإسناد جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «داعش».وكانت انقرة هددت بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج.ومن شأن ارسال هذه القوافل بما تشتمل عليه من سيارات مصفحة، الى «قسد» ان يثني انقرة عن تنفيذ تهديدها لان قيام حرب مفتوحة بين «قوات سورية الديموقراطية» والجيش التركي وكلاهما حليف لواشنطن، يعني تسديد ضربة قاصمة للسياسة الاميركية في المنطقة.الى ذلك، تركزت المعارك في منطقة جب الحمير، في ريف منبج الغربي في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تمكنت خلالها «قسد» من تحقيق تقدم في المنطقة مع ارتفاع وتيرة التوتر في المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا والتي تتواجد فيها قوات أميركية.ومن داخل آليات عسكرية من طراز «هامفي»، يراقب الجنود الأميركيون المعارك الدائرة بين حلفائهم في منبج.وكان يعتقد أن الدوريات الأميركية المنتشرة في محيط منبج ستقطع الطريق أمام أي مواجهة محتملة بين قوات «درع الفرات» المدعومة من أنقرة وأكراد ممثلين بـ «قوات سورية الديمقراطية» المدعومين من واشنطن.لكن ذلك لم يحدث، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين على بعد 10 كلم من مناطق انتشار القوات الأميركية.ووصل الصراع على منبج إلى ذروته عندما أعلنت «قسد» التوصل الى اتفاق مع روسيا لتسليم هذه المنطقة إلى قوات النظام السوري، وذلك لعزل مناطقها عن المناطق التي تسيطر عليها القوات المدعومة من تركيا.في هذه الأثناء، نزح عشرات آلاف المدنيين منذ أسبوع في شمال سورية هربا من كثافة القصف المدفعي والغارات السورية والروسية المواكبة لهجوم تشنه قوات النظام لطرد المسلّحين من ريف حلب الشرقي، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس.وأعلن مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «نزح اكثر من ثلاثين الف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، من ريف حلب الشرقي منذ السبت الماضي هربا من القصف المدفعي والغارات السورية والروسية الكثيفة المواكبة لهجوم تشنه قوات النظام للسيطرة على مناطق بأيدي المسلّحين».وتوجه معظم النازحين وفق «المرصد» الى مناطق مدينة منبج وريفها الواقعة تحت سيطرة «قسد».