أعتقد جازما أن لا أحد من الأدباء أو كتاب الصحف أو القصة يستطيع أن يعطي سمو الشيخ محمد بن راشد حقه إذا ما أراد أن يتحدث عنه وعن إنجازاته المغلفة بالأمانة والإخلاص والتواضع والثقة بالنفس وغير هذه وتلك من الشمائل التي حبا الله سبحانه بها هذا الرجل النبيل. وكما تلاحظ عزيزي القارئ انه وبعفوية مني لم أذكر أيا من مناصبه الرسمية التي تتشرف بأن يحملها هذا القائد المبدع. ولهذه الجزئية بالذات حقيقة أدركتها بنفسي منذ تسعينات القرن الماضي عندما كنت كثير السفر في مهمات رسمية خلال عملي كمسؤول في إحدى الشركات الخليجية الكبرى، إذ ما إن تطأ قدماي الأرض المكلف بزيارتها ويعلم كل من أقابلهم فيها بأنني ممثل لذاك المشروع الخليجي، أجد من يهمس بأذني ليخبرني بأن جل أمانيه قبل أن يودع هذه الدنيا زيارة دبي في الوقت الذي لا يعلم بعضهم شيئا عن العالم العربي بأسره! وقد يظن البعض بأن ما دعاني إلى محاولة رد الوفاء لهذا الرجل، حين أذكر سجاياه وإنجازاته الممتلئة بالأرقام الفلكية، هو تغريداته وصنائعه التي بادرنا بها بكل عفوية ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية الأخيرة، فأقول: لا، لأن مواقفه الأخوية التي جبل عليها لم تكن وليدة اليوم، بل إنه تربى عليها منذ نعومة أظفاره عندما كان لصيقا بمفجر نهضة دبي والده المغفور له بإذن الله سمو الشيخ راشد بن مكتوم الذي كان ينادي أميرنا الراحل عبدالله السالم – طيب الله ثراه – بوالدي عبدالله! وإذا كان لي من ذكرى أفتخر بها ما حييت، هي حين تشرفت بلقاء هذا العلم عند افتتاحه لأحد المعارض العالمية في دبي عقب تحرير بلادنا من براثن الغزاة، وذلك عندما تسلحت بتواضعه الجم واصطحبته إلى جناح معرض شركتنا التي كانت بلاده تساهم في ملكيتها رغم ارتباطاته التي كان يحفل بها جدوله اليومي الممتلئ بالإنجازات. وإذا كنت أود مع نهاية مقالتي المتواضعة هذه إلقاء الضوء على بعض إنجازاته المهمة، فإنني عبثا أحاول وذلك لصعوبة تحديد أولوياتها وإدراكي التام بأنها أصبحت لا تخفى على أي كائن يعيش على ظهر هذه المعمورة، كيف لا وقد آمن سموه بأنه لا يقدم على أمر إلا من حيث انتهى به الآخرون! فإلى المزيد من النجاح الذي تتحفنا به مع الأيام، ونسأل الله سبحانه أن يزيد بك بعد أن أصبحت مثالا يحتذى. عبدالرحمن خالد الحمودakalhomoud@yahoo.com