في عدده الثالث، يواصل ملحق «البحرين الثقافي»، الصادر عن «وكالة أنباء البحرين (بنا)»، رصده للحراك الثقافي بمختلف تفراعاته، فمن التشكيل، ينطلق الملحق بالحديث عن معرض «حفر في الذاكرة»، للفنان جمال عبدالرحيم، والذي افتتحه في الثامن من يناير (2017)، بـ «جمعية البحرين للفنون التشكيلية»، تحت رعاية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، الرئيس الفخري للجمعية، ليتلو ذلك بمقال للدكتور عيسى حنا ديبي، تحت عنوان «الحفر في الذاكرة، جمال عبدالرحيم مشروع الفن والحياة»، إذ يؤكد فيه ديبي بأن الفنان عبدالرحيم، يعتبر «من الرواد من أبناء جيله على مستوى مسقط رأسه البحرين والعالم العربي. عبدالرحيم باحث وممارس محنك في الحفر الطباعي الكلاسيكي والحديث، وبشكل موازٍ منهمك بشكل فعَّال في هموم الرسم والنحت المعاصر. انتج وعلى مدى ثلاثة عقود من العمل الإبداعي مشروعًا ضخمًا من الأعمال الفنية، كان في مركزها إنتاجه المميز من الكتب الفنية وهي عبارة عن تلاحم بين الشعر العربي الحديث والعمل البصري». وإلى جانب ذلك تناول الملحق تجربة الفوتوغرافية طفول حداد، تلك التي جاءت بالتعاون مع الشاعر قاسم حداد، في عمل مشترك، هو عبارة عن كتاب صدر بعنوان «يوميات بيت هاينريش بول»، وحول هذه التجربة تقول طفول «في الحقيقة عندما كنت أصور التجربة لم يكن هناك أي نية لاستخدام تلك الصور في أي عمل. كنت فقط مسحورة بالمكان وتفاصيله. وعندما كنت أراقب أبي وهو في متعته بكتابة النص، لم يخطر ببالي بأنه سيطلب مني صورًا للتجربة ليرفقها مع العمل، ولم تكن هناك أساسا فكرة لإرفاق صور. اعتقد بأن هذا كان إيجابيًا لطبيعة العمل. فقد كنت منطلقة مع كامرتي، وحرة في متعتي بالمكان والتجربة، لذلك كانت الصورة عفوية، وتحكي مشاهد حقيقية كانت تدور في حياة الشاعر خلال تجربته». إلى ذلك وتحت عنوان «أوراق قديمة»، استعرض الملحق، «صفحات من تاريخ البحرين الحديث»، والتي تأتي بالتعاون مع مجلة «البحرين الثقافية»، حيث تستعرض هذه الصفحات، «وثائق تتعلق بتاريخ التعليم النظامي بمملكة البحرين الذي بدأ في مطلع القرن الماضي وفي عام 1919 بالتحديد، وكانت روعة التجربة تتمثل في أن ظهور التعلم النظامي جاء نتيجة لحاجة ملحمة بالمجتمع آنذاك». كما وتضمن الملحق، حوار مع القاص والروائي حمد الشهابي، الذي تحدث عن روايته «فان جوخ»، ليتلو هذا الحوار قراءة لكتاب «الكتابة بحبر أسود» للكاتب الدكتور حسن مدن، قدمتها علياء الموسوي، وليختم الملحق بموضوع توثيقي تحت عنوان «بحثا عن طائر العقاب (النساري)، فوتوغرافيون بحرينيون يوثقون الحياة الفطرية في جزر (حوار) و(الوكور) و(ربض الشرقية)». وقد نظم هذه الرحلة التوثيقية الفوتوغرافي زكريا العمران، بالتعاون مع (المجلس الأعلى للبيئة)، وباهتمام من قبل الرئيس التنفيذي للمجلس الدكتور محمد بن دينة، حيث تتبع الملحق كافة التفاصيل التي تمت في هذه الرحلة، والتي تتبعت طائر (النساري)، الذي يعد طير جارح من فصيلة العقبان النسرية، ويتميز بتكيفه العالي لصيد الأسماك، حيث قصد الفريق جزيرتين متباعدتين عن الجزيرة الكبرى جزيرة (حوار)، وهما جزيرة (الوكور) وجزيرة (ربض الشرقية). وتضمنت التغطية ملحق مصور لأبرز كائنات الجزر، كصور للوعل الجبلي، والمها العربي، والجربوع، وغراب البحر، المسمى محليًا بـ (اللوهة)، وغيرها من مشاهد الحياة الفطرية الغنية على هذه الجزر.