موسكو - الوكالات: أعلن الكرملين أمس الخميس أن الجيش السوري استكمل عملية استعادة مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بإسناد جوي روسي. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باستكمال العملية. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «تنظيم الدولة الإسلامية انسحب بشكل كامل من تدمر». وأضاف مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «الجيش السوري مازال يعمل على تنظيف الضواحي من الألغام، ولم يدخل حتى الآن كامل أحياء المدينة». وأكد أن التنظيم الجهادي انسحب من مطار تدمر المجاور للمدينة. وسيطر التنظيم في 11 ديسمبر على تدمر، علما أنه كان قد تمكن من الاستيلاء على المدينة في الفترة الممتدة من مايو 2015 حتى مارس 2016، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليها ثم يخسرها مجددا. والمدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي الإنساني. وعلى صعيد المفاوضات في جنيف وعلى الرغم من اقتراب الجولة الحالية بين الحكومة والمعارضة السوريتين من الانتهاء، لم يبدأ حتى الآن أي بحث في العمق بين الأطراف، ولا يزال الخلاف قائما حول إضافة ملف الإرهاب إلى جدول الأعمال أو عدمها. واتهمت وزارة الخارجية الروسية أمس الخميس أبرز هيئة ممثلة للمعارضة السورية بالسعي إلى «تقويض» محادثات السلام في جنيف مشككة في قدرة المعارضة على التفاوض مع نظام دمشق حول حل للنزاع. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين إن «الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متساو مع منصة موسكو ومنصة القاهرة، وتقوض بحكم الأمر الواقع الحوار تارة مع وفد النظام وطورا مع مجموعات المعارضة الأخرى». ومنصتا القاهرة وموسكو تضمان معارضين سوريين يعتبرون مقربين من روسيا. وأضافت زاخاروفا: «نلاحظ بأسف بعد الأيام الأولى للحوار بين الأطراف السورية أن قدرة المعارضة على التفاوض تثير تساؤلات». في المقابل، تنتظر المعارضة السورية «دورا إيجابيا» لحل الأزمة السورية من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بحسب ما قال رئيس الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري في جنيف. وأعرب الحريري عن أمله قيام شراكة فاعلة بين المعارضة السورية وإدارة ترامب في ملف مكافحة الإرهاب الذي سبق للرئيس الأمريكي أن وضعه في سلم أولوياته. وقال الحريري في لقاء مساء الأربعاء مع عدد من الصحفيين إن هناك ملفين مشتركين مع إدارة ترامب هما «محاربة الإرهاب وتحديد النفوذ الإيراني». وأضاف: «حتى نستطيع أن نحقق إنجازات في هذين الملفين، أعتقد أنه من المناسب للرئيس ترامب أن يفكر في تبني عملية سياسية حقيقية تسهل عليه الإنجاز». وتابع: «الآن الشعب السوري ينتظر دورا إيجابيا ويسعى إلى بناء علاقة شراكة لمعالجة كل الملفات العالقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتصحيح أخطاء الإدارة السابقة» التي وصف مواقفها بـ«المخزية». وعلى الرغم من وجود مبعوثين أمريكيين في جنيف لمتابعة ملف المفاوضات، لم تصدر عن إدارة ترامب حتى الآن أي مؤشرات تكشف مدى التزامها في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات والذي أوقع حتى الآن أكثر من 310 آلاف قتيل وشرد الملايين. ويفترض أن تنتهي الجولة الحالية اليوم الجمعة. في غضون ذلك قالت قوات متحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا أمس إنها وافقت على تسليم قرى على خط التماس مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا إلى الحكومة السورية بموجب اتفاق مع روسيا. وتقع القرى غربي مدينة منبج وكانت محورا لقتال دائر منذ يوم يوم الأربعاء بين قوات المعارضة المدعومة من تركيا من ناحية ومجلس منبج العسكري المتحالف مع الولايات المتحدة من ناحية أخرى. وقال مكتب مجلس منبج الإعلامي في بيان: «اتفقنا مع الجانب الروسي على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات والمحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمنبج إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية التي ستقوم بمهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال هذا الأسبوع إن منبج هي المرحلة التالية من حملة أنقرة في شمال سوريا بعد انتزاع السيطرة على مدينة الباب القريبة الأسبوع الماضي.