في اليوم الأول من الزيارة الملكية لماليزيا، لاحظنا شيئين مهمين: حرارة الاستقبال لضيف البلاد الكبير، ثم كثافة العمل الذي أنجز خلال الزيارة، وقد كانت وسائل الإعلام الماليزية حاضرة بقوة، ومتابعة بشكل دقيق للزيارة، ومتفائلة بالنتائج التي بشرت بها قبل أن تختتم زيارة الملك سلمان لماليزيا الشقيقة. * * كان رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبدالرزاق وعدد من الوزراء والمسؤولين على رأس مستقبلي خادم الحرمين الشريفين في المطار، حيث توجه مباشرة من المطار إلى البرلمان، لتتم مراسم الاستقبال الرسمية، حيث كان بانتظاره جلالة السلطان محمد الخامس ملك ماليزيا، وضمن الاهتمام الماليزي بالزيارة، فقد قدم له ملك ماليزيا وسام الدولة الأول (وسام التاج) وهو أعلى الأوسمة الماليزية. * * وحتى نقترب من صورة الاهتمام الماليزي بالزيارة، علينا أن نتذكر ما قاله ملك ماليزيا في وصفه للزيارة بأنها تاريخية، وما عبر به الملك سلمان من آمال وتطلعات بأن تسفر هذه الزيارة عن تعميقٍ للعلاقة بين بلدينا وشعبينا، وبما يخدم تطلعاتنا ومصالحنا المشتركة، وأن المملكة بكل إمكاناتها على استعداد للتعاون مع ماليزيا بأي جهد أو تحرك يخدم قضايا المسلمين. * * غير أن مظاهر الاستقبال التي نقلتها وسائل الإعلام، أو تلك التي تتحدث بها وعنها الشوارع التي ازدانت بأعلام المملكة، لا تعطي الصورة الحقيقية لما يمكن للمشاهد أن ينقل من خلالها انطباعاتها عن الزيارة، إذ إن الصورة الواقعية والصحيحة هي ما كنا نسمعه على ألسنة المواطنين الماليزيين، وما كانوا يعبرون به بإيحاءات وإشارات حين لا تسعفهم اللغة لإفهامنا بموقفهم من الزيارة الملكية. * * على أن العلاقات بين المملكة وماليزيا من القوة، بحيث تأتي هذه الزيارة للملك سلمان لتضيف إليها بعداً جديداً يرسخ ما كان قائماً، ويفتح الطريق أمام مشاركاتٍ وتعاون وتحالفات جديدة، تعزز العلاقة الثنائية المتميزة، وتعطيها المزيد من الحيوية والنشاط والتفاعل مع المستجدات في كلتا الدولتين، وعلى مستوى العالم. * * الجديد في زيارة الملك سلمان على ما هو قائم من علاقات ثنائية، أن خادم الحرمين الشريفين يأتي إلى ماليزيا، بعد سلسلة من التحولات والبرامج والمعطيات الاقتصادية التي شهدتها المملكة في عهد الملك سلمان، وتحديداً بعد الإعلان عن 2030 بكل مخرجاتها وما انبثق عنها من برامج. * * ومن المؤكد أن ماليزيا سوق مرشحة للتعاون مع المملكة، ودولة مهيأة لتكون شريكاً للمملكة، فهناك تكاملٌ في اقتصاديات الدولتين، وهناك مشروعات يمكن أن يبنى عليها ولادة الكثير من التحالفات التي تصب في مصلحة الدولتين والشعبين الشقيقين، وهو ما تم التوافق عليه، ووقعت الكثير من الاتفاقيات التي كانت موضع اهتمام القيادتين والخبراء في كل من الرياض وكوالالمبور . * * ما يهمني في هذه الزيارة، ونحن لا زلنا في بدايتها، أن أشير إلى أن هناك رغبة مشتركة لدى قيادتي المملكة وماليزيا لتوسيع مجالات وفرص التعاون، وأن هناك قناعة لوضع أطر لشركاتٍ في مجالات الصناعات البترولية والغاز والبتروكيماويات، إلى جانب فتح المجال للتعاون في الصناعات الخفيفة والمتوسطة، وهي ضمن منظومة من الأفكار التي اتفق على بعضها، وينتظر البعض الآخر مزيداً من البحث والدراسة، فالتنفيذ في المستقبل. * * هذا بعض ما يمكن أن أسجله كانطباعات أولية عن زيارة خادم الحرمين الشريفين لماليزيا، واجتماعه بملكها ورئيس وزرائها وقياداتها الأخرى، والمستوى المتميز في الاستقبال، والحفاوة الكبيرة في استضافة الضيف الكبير على كل المستويات، بما يعطي إشارات على نجاح الزيارة منذ يومها الأول خالد المالك الجزيرة