* في فترة زمنية ماضية كانت الروائح العطرية بالنسبة للرجال والنساء وخاصة في المنطقة الجنوبية وتهامتها من الأشجار العطرية الطازجة المتعارف عليها كالريحان والكادي والبعيثران والشذاب والبرك.. حيث كانت الوسيلة العطرية الوحيدة في الأفراح كالزواج والأعياد وغير ذلك من المناسبات.. وكانت حرفة سائدة في العصور الماضية يقوم بها مجموعة من الأفراد والنساء من ذوي المعرفة والخبرة في الشؤون العطرية (تسويقًا وتجارة) وكانت تنظم مجموعة على شكل (حزم) كحزم (الكراث) وتسمى بالنسبة للرجل (غُرازة) حيث يضعها في جانب من رأسه تحت العقال كشكل جمالي وعطري وتسمى بالنسبة للمرأة (عُكرة) بضم العين وتضعها المرأة في شعر رأسها من الخلف تكسبها رائحة عطرية جذابة. وقد سادت هذه الوسيلة العطرة ردحًا من الزمن إلا أنها تلاشت في العصور الحديثة وخاصة بعد توفر العطور الحديثة المصنعة وشمولها بأوعية حديثة سهلة الحمل والباقي منها حاليا على خفيف وتتوفر في المنطقة الجنوبية سراة وتهامة، ويتداولها بعض كبار السن من رجال ونساء. * وعلى الصفحة الأخيرة من هذه الجريدة ليوم الخميس 26/5/1435هـ أعجبني ما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة لجمعية ذي عين التعاونية بعمل دراسة جدوى اقتصادية لاستخلاص الزيت العطري من شجرة الكادي ليكون ذلك رافدًا من روافد التنمية الاقتصادية للمنطقة والمزارعين.. كما صرح رئيس مجلس إدارة جمعية ذي عين أن شجرة الكادي بقرية ذي عين لها سمعتها ورائحتها التي تميزها عن غيرها من النباتات العطرية.. وأن إدارة الجمعية ستعمل بكل جدية على تنفيذ ما وجه به سمو أمير المنطقة حيال جدوى تقطير الكادي وغيرها من النباتات العطرية المستخدمة قديمًا (عطرًا.. وعلاجًا). * لقد أحسن صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز في توجيهه الكريم بالعناية بشجرة الكادي واستخلاص زيتها العطري وغيرها من النباتات العطرية التي تمتاز بها المنطقة.. خاصة وقد توفرت وسائل الصناعات التقنية بشتى أنواعها ونهضت المملكة في مجالها نهضة مباركة شهد بها القريب والبعيد.. يدل على ذلك نجاحها في صناعة الورد الطائفي وتصديره لعدة دول عربية وخارجية وفي مهرجانات زيت الزيتون في الجوف والعسل والمانجو في المنطقة الجنوبية والتمور في القصيم والأحساء.. وغيرها من الصناعات الأخرى الناجحة.. وبالله التوفيق.