تونس: المنجي السعيداني رفضت قيادات سياسية تونسية، أغلبها من المعارضة السابقة لحكومة الترويكا، دعوة المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية لحضور مأدبة عشاء دعت لها رئاسة الجمهورية، بمناسبة زيارة أمير دولة قطر الرسمية إلى تونس. وتمسك أعضاء من المعارضة بالمجلس التأسيسي (البرلمان) بمبدأ مقاطعة مأدبة العشاء، احتجاجا على تصريحات إعلامية سابقة للمرزوقي قال فيها إنه سيستضيف القيادات السياسية التونسية المعارضة في مأدبة عشاء بداية كل شهر في قصر قرطاج. وبررت المعارضة رفضها بإمكانية إعادة السيناريو نفسه مع الدعوة الحالية لمأدبة العشاء المنظمة بمناسبة زيارة أمير قطر إلى تونس. وقال محمد الحامدي رئيس حزب التحالف الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط» إن «تصريحات الرئيس تفتقر إلى التحفظ، فقد هاجم المعارضة إبان القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الكويت دون مبررات. وأشار الحامدي إلى الاستياء الكبير الذي خلفته تلك التصريحات في صفوف نواب المعارضة». ويزور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تونس لأول مرة منذ توليه الحكم. وتأتي الزيارة في سياق جولة تشمل السودان والجزائر، في ظل توتر العلاقات بين الدوحة ودول الخليج العربي، بسبب تباين الآراء حول قضايا جوهرية، من بينها تصنيف تنظيم الإخوان المسلمين في مصر منظمة إرهابية. وينظر الملاحظون لهذه الزيارة بكثير من الحذر السياسي، ويقول بعضهم إنها قد تكون محاولة لفك العزلة الخليجية التي تعيشها دولة قطر، عبر فتح قنوات تواصل مع دول عربية أخرى، بعيدا عن أنظار كبرى دول الخليج العربي. وتأمل تونس من خلال هذه الزيارة، في الحصول على مساعدات قطرية لتجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تعيشها. في غضون ذلك، أجّلت، أمس، المحكمة الابتدائية بالعاصمة النظر في قضية أحداث جنازة شكري بلعيد القيادي اليساري الذي تعرض إلى الاغتيال في السادس من فبراير (شباط) 2013. ووجهت تهمة الإضرار بأملاك الغير والتهديد بالعنف لـ35 متهما، من بينهم قيادي في تحالف الجبهة الشعبية التي يتزعمها حمة الهمامي. وتعود القضية إلى الثامن من فبراير (شباط) من السنة الماضية، وتتحفظ السلطات التونسية على 21 متهما في هذه القضية. من ناحية أخرى، دخلت مدينة بن قردان الواقعة على الحدود التونسية الليبية في إضراب عام لمدة ثلاثة أيام، للمطالبة بمشاريع تنمية وإعادة فتح المعبر الحدودي بين تونس وليبيا المغلق منذ أكثر من أسبوعين، وكذلك احتجاجا على الاعتداء على مقر الاتحاد التونسي للشغل المحلي (أكبر المنظمات العمالية) من قبل أطراف وصفتها قيادات نقابية بـ«المنفلتة والخارجة عن القانون». وحذر علي العوادني (قيادي نقابي) المؤسسة الأمنية والجيش من إمكانية استغلال حالة الفوضى في منطقة بن قردان لإدخال السلاح إلى المنطقة الحدودية من ليبيا المجاورة. وأشار إلى حالة الانفلات الأمني الكبير في بن قردان، وحذّر من إمكانية تطوره نحو الأسوأ (على حد تعبيره). ودعا الاتحاد المحلي للشغل بن قردان إلى الدخول في إضراب عام بداية من يوم أمس (الخميس) إلى يوم السبت، بعد تعرض مقره للحرق، وطالب بحماية أمنية للمؤسسات العمومية والمنشآت الخاصة بالمدينة. وكان مقر الاتحاد التونسي للشغل (كبرى المنظمات العمالية في تونس) قد تعرض قبل يومين إلى الإتلاف والحرق من قبل عدد من المحتجين ضد الأوضاع الاجتماعية المتردية، وغياب مشاريع التنمية، وتواصل إغلاق المعبر الحدودي «رأس جدير» بين تونس وليبيا. ولم يثن الإعلان عن إعادة فتح المعبر بعد غد (الأحد) بعد مفاوضات تونسية ليبية شاقة، عددا من الشباب المحتج عن رشق اتحاد الشغل ببن قردان بالحجارة، في مرحلة أولى، ثم مهاجمته وإتلاف محتوياته وإضرام النار في المبنى.