أصدر معهد «ستوكهولم» لأبحاث السلام الدولي، تقريرا أكد فيه أن مبيعات الأسلحة ارتفعت بوتيرة كبيرة بين سنتي 2012 و2016، لافتا إلى أن هذه النسبة تعد الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة، في وقت لا تعد فيه القارة الإفريقية بمنأى عن هذا السباق. وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «جون أفريك» الفرنسية، فإنه على الرغم من تراجع استيراد دول إفريقيا جنوب الصحراء للأسلحة بنسبة 6.6% في الآونة الأخيرة، تعد السودان ونيجيريا وإثيوبيا في صدارة قائمة الدول الإفريقية شراء للأسلحة، نظرا للتوترات العسكرية التي تعيشها هذه البلدان، مؤكدا أن دول المغرب العربي دخلت على الخط في سباق التسلح الإفريقي. وتطرق تقرير المعهد إلى أن الجزائر احتلت المركز الأول على قائمة الدول الإفريقية المستوردة للأسلحة، حيث إنها استوردت ما يقرب من 46% من إجمالي ما استوردته جميع الدول الإفريقية وبنسبة 3.7% من معدل الأسلحة المباعة في العالم، في وقت يعاني فيه اقتصادها من بعض الهشاشة والانكماشات بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية. أسباب التسلح بحسب مراقبين، فإن التسلح الجزائري المتزايد يعود إلى المخاوف الأمنية وتعزيز القدرات العسكرية لمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة، خاصة أن الجارة الليبية لا تزال تعاني من فوضى انتشار الأسلحة بين الميليشيات، وانعدام حل سياسي في الأفق القريب، إلى جانب الأزمة المتفاقمة في مالي المجاورة، الأمر الذي جعل من الجزائر في قائمة أكبر 5 دول شراء للسلاح في العالم. كما تطرق التقرير إلى وجود منافس جديد للجزائر في سباق التسلح، وهي الرباط المجاورة، حيث أكد أن المملكة المغربية تعد ثاني أكبر مستورد للسلاح في القارة السمراء، بواقع 15% من إجمالي السلاح المستورد في جميع دول القارة، لافتا إلى أن الأخيرة تفكر في اتباع خطوات الجزائر ودفع الاستثمارات في مجال شراء الأسلحة خلال الفترات المقبلة. تسلح الدول تطرق التقرير إلى وجود نسب مرتفعة في مبيعات التسلح العالمية بنسبة 8.4% خلال 10 سنوات ماضية، في وقت تحتل فيه 57 دولة في العالم قائمة الدول المصدرة للأسلحة المتطورة على غرار صواريخ «كروز»، والطائرات المقاتلة، والذخائر العالية الدقة، والأنظمة المضادة للصواريخ. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تصدرت قائمة الدول المصدرة للأسلحة في العالم، وذلك استنادا إلى استحواذها على ثلث المبيعات العالمية عام 2016، فيما تحتل الهند والسعودية وقطر والإمارات وتركيا أوائل الدول استيرادا للأسلحة حول العالم. وعلى الصعيد الإفريقي، أكد التقرير أن روسيا والصين أصبحتا تزاحمان في سوق الأسلحة الأميركية بنسب عالية، حيث ارتفعت نسبة استيراد القارة من الأسلحة الصينية والروسية قرابة 43% خلال السنوات العشر الماضية.