حملت الرئاسة الفلسطينية أمس، حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن إفشال مهمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من خلال تنصلها من اتفاق إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض بشكل فاضح تنفيذ التزامه بما يخص إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى. واتهم إسرائيل بأنها من أسقط ومزق اتفاق أوسلو واستباحته بالكامل، من خلال سياستها الاستيطانية الوحشية التي تلتهم الأرض الفلسطينية، وكان آخرها الإعلان عن إقامة 700 وحدة استيطانية جديدة. من جهته، أعلن البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يحسم امره بعد في ما يتعلق بإطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد المعتقل في الولايات المتحدة والذي يمكن ان يتيح اطلاق سراحه تمديد المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وتطالب اسرائيل منذ سنوات باطلاق سراح بولارد المحلل السابق لدى البحرية الامريكية الذي حكم عليه العام 1987 بالسجن المؤبد لتجسسه لصالح اسرائيل. ومقابل اطلاق سراح بولارد يمكن ان توافق اسرائيل على اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين المؤلفة من 26 اسيرا. أعلن مسؤول أمريكي، أن وزير الخارجية جون كيري لن يتوجه اليوم الأربعاء إلى رام الله كما كان متوقعا للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكانت المتحدثة باسم كيري أعلنت عن هذه الزيارة قبل إعلان عباس القرار الفلسطيني طلب الانضمام إلى 15 هيئة في الأمم المتحدة. ووقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، طلب الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأمم المتحدة، خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية ترأسه في رام الله. وقال عباس في افتتاح الاجتماع الذي انتهى عقب توقيعه على الطلبات إن القيادة وافقت بالإجماع على توقيع طلبات التوجه إلى المنظمات والمعاهدات، وسترسل فورا إلى عناوينها. جاء هذا القرار بعيد إعلان الحكومة الإسرائيلية استدراج عروض جديدة لبناء أكثر من 700 وحدة استيطانية في أحياء استيطانية في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها. كما يأتي إعلان عباس هذا قبيل انتهاء مهلة الأشهر التسعة التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في يونيو الماضي للتوصل إلى اتفاق. ووصل كيري إلى بروكسل بعيد أمس، لحضور اجتماع وزاري للحلف الأطلسي، وسيشارك اليوم الاربعاء في اجتماع مجلس الطاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وقد غادر كيري المنطقة بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس دون أن يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وفشل في إحراز أي تقدم في ملف إطلاق سراح دفعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى الذين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم، كشفت صحيفة هآرتس أمس عن معالم الصفقة التي يسعى كيري لإبرامها مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل من أجل تمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري، وتجميد للبناء الاستيطاني الحكومي باستثناء القدس. ورجحت الصحيفة أن تتضمن الصفقة تحرير الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقضي حكما في سجن أمريكي، وذلك من أجل تسهيل تنفيذ الدفعة الرابعة من الأسرى التي تتضمن أسرى من المواطنين الفلسطينيين سكان الأراضي المحتلة عام 1948.