×
محافظة المنطقة الشرقية

(المحترف) تشارك في بطولة الفجيرة الدولية للتايكواندو

صورة الخبر

يمكن لكل محلل استراتيجي أو خبير عسكري أن يتحدث مطولاً عن الواقع الجديد الذي فرضته عملية (عاصفة الحزم) المستمرة ما يقارب السنتين في دعمها لإعادة الشرعية في اليمن، سواء على مستوى المواجهة على الأرض أو على صعيد السياسة الإقليمية، لكن ما الذي يمكن أن يقوله باحث إعلامي حول الواقع الذي تعامل به مجاله مع هذه العاصفة ؟ الحملة مستمرة في تحقيق أهدافها عبارة يذكرها المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي والخليجي، ويتلقفها ممثلو وسائل الاعلام السعودية بقطاعيها الرسمي والخاص ولكن أحداً منهم لا ينتبه إلى الإعلام مازال لا يملك أهدافاً واضحة كي يبدأ بها ومن ثم يستمر فيها، حيث أن الطرح لم يخرج إلا نادراً عن الإطار العاطفي، كما أن مواكبة الأحداث بقيت تتم بمعزل تام عن ما يحدث من منجزات فعلية، فالقنوات المحلية مازالت تغطي الأخبار من موقع المتفرج،والمشاهد، والمستمع فقط، دون أن تدرك هذه القنوات كونها الأذرعة الإعلامية لدولة تحقق في الوقت ذاته مكتسبات استراتيجية ودبلوماسية ، وتفرض نفسها في قلب معادلة موازين القوى، بعد أن قادت أكبر تحرك عسكري عربي منظم منذ 1973م. لقد كانت عاصفة الحزم أقوى بكثير من الإعلام الداخلي الذي يحاول مواكبتها، وبينما تظهر نجاحاتها بشكل متصاعد، فإن الإعلام ظل يسير بوتيرة متباطئة عاجزاً عن امتلاك المبادرة والإرادة التي ارتبطت بالقرار السعودي في التدخل لحسم أزمة بالغة الخطورة، كما بقي معزولاً تماماً عن الصورة القوية التي أظهرتها العاصفة، بل يمكن القول أحياناً أنه ظل لفترة غير قصيرة في خانة رد الفعل، دون أن يفرّق بين أن يكون منبهراً بحدث أو أن يكون متفاجئاً به! وإذا كان ضعف الأسئلة التي يطرحها الصحفيون في المؤتمر الصحفي أحد أبرز مايمكن ملاحظته، فإن هذا الضعف يمتد ليشمل التغطية المتواضعة التي أبدتها القنوات الرسمية والخاصة حيال هذا الحدث، حيث ظهرت محدودية إدراك هذه القنوات لأهداف عاصفة الحزم، فضلا عن التراجع الواضح في القدرة المهنية على تغطيتها، فلم تقدم للمشاهد اي جوانب معرفية أو استقصائية، ولم تعرض أي مواد وثائقية أو برامج مصممة خصيصاً لقراءة وتحليل هذه الأحداث من سياقاتها التاريخية والاجتماعية والاستراتيجية.      ولم يكن ضعف المواكبة مشكلة في حد ذاته، فهو أمر معتاد للأسف كما ذكرنا سابقاً، ولكن المشكلة الأكثر خطورة تمثلت في مايخلفه هذا الضعف الإعلامي من فراغ إخباري ومعرفي تقوم الجهات المعادية باستغلاله وتوظيفه لتوصيل رسائلها، مستخدمة في ذلك سهولة تداول ونشر المعلومة بفعل الوسائل التفاعلية المختلفة، الأمر الذي يزيد من مسؤولية الجهات الرسمية في التأكيد على الدور الفردي والاجتماعي في مواجهة الشائعات، بينما يمكن أن نقرأ في هذا ضمنياً غياب إعلام قوي يمكنه القيام بهذه المهمة، أو عدم إتاحة المجال لها من الأساس. والحلول سوف تكون في مقالي القادم بمشيئة الله. الرأي كتاب أنحاء نايف العلياني