صحيفة وصف:قام مسلحو داعش بهدم الجدران بين منازل الساحل الأيمن في مدينة الموصل ليتمكنوا من التجول بينها بعيدا عن رصد طيران التحالف الدولي. ونقل المرصد العراقي لحقوق الإنسان عن شهود عيان من سكان المدينة الثلاثاء 21 فبراير/شباط، تأكيدهم أن عناصر إرهابيين أجبروا الأهالي على إخراج سياراتهم إلى الشوارع لتمويه مفخخاتهم بينها على القوات الأمنية العراقية . وتحدث مدنيون آخرون تواصلت معهم شبكة المرصد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن انتشار كثيف لعناصر التنظيم داخل الأحياء السكنية الضيقة في الساحل الأيمن، وأجبروا بعض الشباب على ارتداء الزي (الأفغاني) الذي اشتهر به التنظيم، وكذلك تعليق بعض الرايات (السوداء) على أسطح عدة منازل لإيهام الطيران بأنها تابعة للتنظيم. وطالب المرصد الحقوقي التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، أن يكون أكثر حذرا في معركة تحرير الساحل الأيمن، وأن يُجنب المدنيين آثار القصف، الذي يستهدف فيه داعش. وقال المرصد لموقع RT: هناك قلق كبير على حياة مئات الآلاف من المدنيين داخل أحياء الساحل الأيمن من مدينة الموصل. ونحذر من احتمالية تعرض المزيد منهم للقتل والتعذيب والإصابات نتيجة المعارك الدائرة هناك. وتوقعت شبكة الرصد أن تكون الأضرار البشرية أكثر مما كانت عليه في الساحل الأيسر، بسبب ضيق المساحات بين المنازل ومقرات عناصر التنظيم، والأزقة في المدينة، ما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين ما لم يتفادَ التحالف الدولي هذه الصعوبات. وحذر المرصد من استخدام التنظيم الإرهابي للمدنيين الذين يتواجدون في المناطق الخاضعة لسيطرته، دروعا بشرية، داعيا الحكومة العراقية وجميع من يساندها في معركة تحرير الموصل بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني وباتخاذ الخطوات اللازمة للحد من الضرر بالمدنيين. ودعا التحالف الدولي والجهات الاستخبارية المسؤولة عن تحديد أهداف عناصر داعش، إلى توخي الدقة لمنع تعرض المدنيين للخطر، كما دعا التحالف إلى أهمية إعطاء سلامة المدنيين الأولوية في الطلعات الجوية، التي يشنها ضد التنظيم. وكان المرصد وثق في تقريره الأخير في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، عبر فرقه الطبية والإغاثية والمدنيين في الموصل، أن 1428 مدنيا قتلوا خلال شهر واحد، من العشرين من ديسمبر/كانون الأول 2016 إلى العشرين من يناير/كانون الثاني 2017، موضحا أن التسجيل الرسمي لدى المستشفيات الحكومية لأسباب الوفاة، كان القصف غير الدقيق. (1)