كانت الحسناء ذات الرداء الأسود في رخاء ونعيم ليس له نظير، كانت متنعمه في بيت أبيها، لها كل ما تريد لها كِندر (حلاوة أبو حرييييييقة) لها أيفون، ولها أشهى المأكولات من مطعم أبو غالي. هكذا تعودت أن تعيش الدرة المصونة، إلى أن بلغت (صارت حرمة) وزاد جمالها وباتت مستعدة للزواج، وما أن تقدم لها فارس أحلامها (أبو سروال وفنيله) حتى جمعت كل ما تملك من أقلام وأوراق وكذلك الأهل والأصدقاء معها يجمعون وتكتب ويكتبون كل ما به يحلمون، تُريد زواجها في قصر أبو غالي، وفستانها من محل فساتين أبو غالي، وتريد الذهب والمجوهرات من مغارة علي بابا، ليس هذا فقط كذلك الملابس الداخلية لها ولأمها واختها وزوجة أخوها وشغالتهم وعدد لا يحصى من الأشياء الأخرى. أما الأبوين، أبو أبو سروال وفنيله وأبو ذات الرداء الأسود، لديهم مواصفات خاصة متعلقة في بهائم الأنعام، ذاك يريد قعود (إبن الجمل والناقة) مبطوح على صحن رز مع أربعين خروف متجمهرين عليه، والأخر لا يعتقد بأنه سيبيض الوجه هذا العدد، وبدل من قعود يريد قعودين متقابلين وعدد المتجمهرين يزيد عن الثمانين، ويتفق الإثنين في الأخير على أن يزيد ولا ينقص لعدم الفشيلة، وأبو سروال وفنيله يراقب من بعيد بإنتظار شارة التسديد. وإلى هنا تحقق كل المراد وعاش الجميع في سعادة بعد قضاء ليلة حمراء (حمراء من حمار لحم القعود والخرفان) ما عدا بطل هذه الحكاية، الزوج الذي عاش في شقاء يدفع نصف ما يملك من دخله الشهري للبنوك المقرضة وللديانين ولعيون ذات الرداء الأسود المدللة التي تلطم وترثي حظها الذي ساقها للزواج برجل (طفرااااان) لا يستطيع الشراء لها أحدث الأجهزة الذكية وكذلك إخراجها للمطاعم الشهية. وفي الختام المرأة الذكية هي التي تختار الراحة المادية لسنين بدلاً من إيقاع زوجها في ديون لأجل تحقيق تطلعات الأهل والأصدقاء وإرضاء أعينهم في ليلة زواجها. الرأي سلمان الجابري كتاب أنحاء