في ظل المتغيّرات التي تعصف بالعولمة، مبرزة ميولاً حمائيّة («بريكزيت» وسياسة الرئيس دونالد ترامب الاقتصاديّة)، صارت شرائح كثيرة في المجتمع تشعر بتهديد، خصوصاً الطبقة الوسطى. ويعبّر الأمر عن نفسه بأشكال كثيرة لعل أبرزها تنامي ميل معظم الاقتصادات إلى التركيز على الشركات الصغيرة باعتبارها الهيكل الأساسي في مساندة الشرائح الوسطى. وأخيراً، وجد الميل صداه في عوالم الـ «سوشال ميديا». إذ تبنّى موقع «فايسبوك» دراسة استطلاعيّة واسعة بالتعاون مع «البنك الدولي» و«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» تناولت مستقبل الشركات الصغيرة. وهدفت الدراسة أيضاً إلى تجميع قاعدة بيانات تفصيليّة عن الشركات الصغيرة عالميّاً، كخطوة لتعزيز انفتاحها على الاستخدام المكثف للتقنيّات الرقميّة، إضافة إلى فتح آفاق التعامل المباشر بين بعضها بعضاً على المستوى العالمي. وشملت الدراسة أيضاً معلومات عن دور المرأة في الأعمال، استناداً إلى ملاحظة أنّ إنشاء شركات صغيرة يواجه تحديّات متنوّعة، لكنها تصبح أشد قوّة عندما يتعلّق الأمر بالنساء. والمفارقة تكمن في أنّ نجاح المرأة بمواجهة تلك التحدّيات يجعلها أشد قوّة، بل تحقّق النجاح أكثر مما يفعل الرجال. نتائج متفائلة أفضت الدراسة إلى مجموعة من النتائج المتفائلة، مع التشديد على أن الخيط الذي يجمع بينها هو أن تبني الشركات الصغيرة التقنيّات الرقميّة (خصوصاً التجارة الإلكترونيّة) يمثّل بوابة عبورها إلى النجاح. وفي التفاصيل، برزت المعطيات التالية: 1- 17 في المئة من الشركات الصغيرة لها حضور رقمي في التجارة العالميّة، يساهم في نجاحها وتطوّرها. 2- استخدام التطبيقات الرقميّة والأدوات الإلكترونيّة المتقدمة يزيد حظوظها في النجاح، بل الدخول إلى حلبة المنافسة العالميّة. 3- من المتوّقع أن ترتفع فرص العمل قرابة 45 في المئة خلال الشهور الستة الأولى من 2017 بالنسبة للشركات المنخرطة في التجارة العالميّة، مقابل 37 في المئة لدى من تحجم عن ذلك. 4- أوضحت 49 في المئة منها رغبتها في تقديم فرص عمل جديدة خلال السنة الجارية. في جانب أقل تفاؤلاً، لاحظت الدراسة ضآلة في عدد النساء اللواتي يدرن شركات بأنفسهن، ويمسكن بزمام القيادة العليا فيها. المفارقة أن الشركات التي تديرها نساء تتمتع بمستويات من الثقة موازية لما تحوزه المدارة من الرجال. وكذلك لوحظ أن وجود النساء في موقع القيادة الأول يتّصل دوماً بزيادة الميل إلى تبني التقنيات الرقميّة والأدوات الإلكترونيّة المتقدّمة.