تسببت الأمطار التي هطلت على المملكة نهاية الأسبوع الفائت في تأجيل مباريات الجولة الحادية عشرة لدوري فيفا ومن ضمنها مباراة (الكلاسيكو) التي يكون طرفاها عادة فريقي المحرق والأهلي، اضافة الى المباريات الخاصة بالفئات، والتي رأى أنه من المستحيل أن تقام على ملاعب العشب الصناعي، وجاء اتخاذ القرار بناء على المصلحة العامة، ومع ذلك فإن التعليقات الساخرة حول وضعية غرق المياه من ستاد خليفة كانت متداولة بين المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالمناسبة فإن تأثير الأمطار كان في كل الملاعب تقريبا، باعتبار أن الكمية التي سقطت وبشكل متواصل، لم تستقبلها المملكة منذ فترة طويلة. وفي حوارات عفوية حول الحدث الذي شغل الرياضيين وبالذات أن من بين اللقاءات المؤجلة لقاء الكلاسيكو علق الرياضي المخضرم يوسف بوكمال أمين السر العام السابق بنادي المحرق بالقول الحمد لله على نعمته، فالأمطار في السابق كانت تملأ الملاعب أياما طوال وقد كانت ترابية، وهو ما يعطل التدريبات والمباريات، بينما في الوقت الحاضر لا تتم مثل هذه التأجيلات مع الطفرة في الملاعب ، سواء العشبية أو الصناعية، وأعتقد أن الكل يتفق على أن كمية الأمطار التي شهدتها المملكة كانت كبيرة جدا، حيث إن الشوارع تأثرت أيضا، فالأمور لم تكن متوقعة. وقال بوكمال رب ضارة نافعة، لأنه لو أقيمت المباريات فإنني لا أتوقع أن يكون الحضور لمباراة الكلاسيكو كبيرا، لأن التأثير ننظر اليه في كيفية وصول الجماهير الى الملعب، وكما أن طاقة الملعب الاستيعابية تحت المدرج المسقوف في ستاد خليفة لا يمكنها أن تستوعب جماهير الفريقين، وهو ما يعني ان كثيرا منهم يمكن أن يجلس في المدرج المكشوف. وأضاف الحالة التي نجد أنفسنا فيها عادية، ولكنها يمكن أن نستفيد منها بالمستقبل في حال حصول ظروف مشابهة وبالذات في ملاعب الأندية. وسألت الكابتن صديق زويد عن الوضع، فقال هذه من الأمور المفاجئة، قد تكون هناك رؤية للأرصاد بوجود أمطار غزيرة، ولكن لم نكن نتوقع أن تكون بهذه الكمية، علما بأن الجولة 11 تتضمن مباريات قوية ومنها اللقاء الجماهيري بين المحرق والأهلي، وحسنا فعل اتحاد الكرة بالتأجيل، فحين تتخذ قرارا بتسيير المباريات، فإن عليك مراعاة كل الجوانب ومنها سلامة اللاعبين، فمثلا لو حدثت إصابة لا سمح الله، كيف سيكون تحرك سيارة الاسعاف في ظل الأمطار الغزيرة بالشوارع، وعموما فإن الفرق المتبارية تجاوبت مع قرار التأجيل، فبالتأكيد أنها رأت من المصلحة أن تقام المباريات في ظروف مناخية أفضل، لأن اللاعب لا يمكنه أن يؤدي فنيا إلأ في ظل وضع مناخي تعود عليه. وقال الأمر لا يتعلق بمباريات الدرجة الأولى، بل حتى الفئات التي تقام غالبية مبارياتها على ملاعب العشب الصناعي، فبعضها لم يقم بالشكل الذي يتلاءم مع تصريف المياه، بل ترى كثيرا الأماكن داخل الملعب تتجمع فيها المياه وهو ما يحد من حركة اللاعبين وسير الكرة. وأضاف دائما علينا أن نضع في اعتبارنا سلامة اللاعبين، وبالذات في الملاعب الصناعية. ويقول نائب رئيس نادي سترة إبراهيم الخضران لا شك ان الأمطار التي هطلت كميتها كبيرة، وقد تكون منافذ تصريف المياه تأثرت ما جعل الأمر يصعب أن تتم فيه اقامة المباريات، وربما تتأثر تدريبات الأندية على ملاعبها، لأنها لا تريد تتأثر أرضية العشب الطبيعي لأنها ستكون مشبعة بالمياه، والأمر مع الملاعب ذات العشب الصناعي يكون من الصعب اللعب عليها من دون القيام بعملية نزف للمياه. وأشار الخضران إلى أن التأجيل للمباريات عادي، ولكن من المهم أن نستفيد من الأخطاء إن وجدت ونعمل على تلافيها أثناء اقامة ملاعب جديدة بحيث تقام بشكل لا يؤدي الى تراكم المياه كما هو الوضع في ملاعب كثير من الأندية. واعتبر الخضران أن الفارق كبير جدا بين الملاعب في السابق والوضع حاليا، ففي السابق وفي ظل الملاعب الترابية التي حين تمر عليها ترى مستنقعات مياه، وأحيانا يضطر الحكام للانتقال بالفريقين المتباريين للعب على الملاعب القريبة إذا كانت صالحة. وأشار الى أنه من الصعب أن توجه اللوم لجهة معينة، لأنه في بعض الأحيان يكون من الصعب مواجهة الظروف المناخية المفاجئة، فحتى مع الاحتراز تواجهك ظروف غير متوقعة. وسألنا مدير ادارة المسابقات باتحاد كرة القدم محمد حسين البوري عن التأجيل الذي صاحب مباراة الكلاسيكو فقال إن التأجيل تم بناء على رأي مراقب المباراة وحكمها، فهما وجدا أنه يستحيل في ظل وضع الأمطار على أرضية الملعب اقامتها، وأنا هنا أود أن اشكر المهندس خالد الحاج الوكيل المساعد للرياضة والمنشآن بوزارة الشباب والرياضة والذي حرص على الحضور والمتابعة والتوجيه وظل لفترة لا تقل عن الساعتين والنصف في ملعب ستاد خليفة، كما أننا في لجنة المسابقات ذهبنا صباح الجمعة الى ستاد البحرين الوطني فوجدنا أنه من الصعوبة اقامة المباريات عليه، وللتو انتهت شركة الصيانة من القيام بعملة صيانة شاملة له. وأشار محمد حسين الى أن تأجيل المباريات ليومي الجمعة والسبت لأنه من الصعوبة اقامة المباريات على ملاعب الاتحاد، وأننا وضعنا في اعتبارنا مصلحة الأندية واللاعبين، حتى الانتقال من الأندية الى الملاعب. ولفت محمد حسين الى أن تأجيل المباريات لا يتم إلا في ظل ظروف صعبة، والشكر موجه للأندية على تعاونها، وأيضا لوزارة الشباب والرياضة على الجهود التي يقومون بها وتعاونهم مع الاتحاد دائما.