لا حاجة بعد اليوم لمراجعة مركز الشرطة للتوقيع على أوراق رسمية، يكفي ان تستخدم تطبيقاً عن بعد ليقوم بالتوقيع نيابة عنك. القصة ليست بعيدة عن التطبيق، فشرطة دبي بدأت تجربة ستختصر كثيراً من الوقت والجهد على كثير من المتعاملين. التجربة مبنية على حلول تكنولوجية لتوقيع محضر رسمي دون الحضور بشكل شخصي إلى مركز الشرطة، من خلال اختراع Long Pen الذي قدمته شركة IT-Corner ومقرها دولة الإمارات، ضمن فعاليات النسخة السنوية الثالثة من جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان، وجائزة الذكاء الاصطناعي والتي تستضيفها الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات ممثلة بصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات مع مدينة دبي للإنترنت. كل ما تحتاجه هو الدخول إلى موقع انترنت عبر هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي والتوقيع عبر الشاشة التي تعرض لك الورقة المطلوب التوقيع عليها، ليقوم البرنامج المرتبط باختراع Long Pen بقراءة توقيعك على شاشة اللمس، وإعطاء أمر لذراعي الجهاز بالتوقيع كما قمت بالضبط، و بحسب تيمور شوقي المدير التنفيذي للشركة فإن الاختراع حاصل على شهادات تفيد بأن التوقيع الذي تحصل عليه مطابق تماماً لتوقيعك، وموافق عليه من الناحية القانونية بالكامل في دولة الإمارات العربية المتحدة. يؤكد شوقي أن الاختراع مستخدم في 6 مصارف في الدولة لخدمة العملاء المهمين، حيث تحتاج عدد من الاجراءات للتوقيع بالحبر ولا يمكن الاستعاضة عنها بالتوقيع الالكتروني، الأمر الذي يستدعي الحاجة لحل يسمح لصاحب الحساب بالتوقيع على الأوراق المطلوبة دون التواجد فيزيائياً في المكان نفسه، وهذا ما ينطبق على رجال الأعمال المسافرين حول العالم والذين تحتاج أعمالهم إلى توقيعهم في زمن تواجدهم بعيداً عن موقع البنك الجغرافي في مكان آخر من العالم. ويؤكد شوقي الذي قدم مع عدد من موظفي شرطة دبي اليوم الجمعة عرضاً أمام حكام جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الانسان، أن شرطة دبي هي أول جهة حكومية في العالم تستخدم هذا الاختراع في العالم، بشكل تجريبي في مركز شرطة القصيص للتعامل مع قضايا مضيفاً ان عدداً من الجهات الحكومية الأخرى ستبدأ تطبيقه قريباً. وعن المخاوف الأمنية أكد شوقي أن الاتصال الذي يتم إنشاؤه خلال عملية التوقيع معقد لدرجة لا يمكن اختراقه، وأن عملية نقل خط اليد من أي جهاز ذكي مؤمنة بالكامل بنسبة مئة بالمئة، وتم الاعتراف بها من قبل السلطات القضائية والمؤسسات الشرطية في الدولة، ومستخدمة في دول أخرى كالسعودية وأمريكا وروسيا. أما عن مخاوف امنية أخرى من قبيل الاختطاف والتهديد للإجبار على التوقيع، فيوضح شوقي أن العملية تستدعي أخذ صورة الشخص الذي يقوم بالتوقيع، وفي بعض الحالات الأمر يحتاج إلى جلسة سكايب مع الشخص الذي يحتاج الخدمة للتأكد أن الطرف المقابل ليس في موضع إكراه.