حذر إمام المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالله البعيجان – في خطبة اليوم الجمعة – من غزو الشبكات المعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة داعيا إلى التحصن بخشية الله سبحانه وتعالى , قائلا: مع الانفجار المعرفي والتقدم التقني وانفتاح العالم وتغلغل الغزو الثقافي وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي الذي اقتحم البيوت وأصبح بيد الصغير والكبير والذكر والأنثى فإن المسلم يحتاج في نفسه وفي تربية أهل بيته إلى خلق عظيم وعبادة جليلة هي من أجل العبادات والقربات تحول بين المرء ومحارم الله ومعاصيه وبها ينزع العبد عن الحرمات ويقبل على الطاعات, هي أصل كل فضيلة وباعث كل قربة وهي التي تزرع في القلب هيبة الله عز وجل , إنها خشية الله في الغيب والشهادة. وأضاف: لله ما أعظمها ولله ما أحوجنا إليها, فهي مناط التقوى وبرهان الإيمان وثمرة التوحيد والإخلاص , يحتاج إليها الإنسان عمليا كي يعيش بشرا سويا, خشية الله في الغيب هي مقتضى الإيمان وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك, ومن لوازمها الشعور برقابة الله عز وجل والعلم بأنه شهيد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور). وتابع: خشية الله في الغيب مفتاح لأبواب المغفرة فيها خير كثير وأجر كبير (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير), خشية الله تعالى سبب في مرضاته ودخول جناته, وصفة من صفات المتقين, وإن الجبال وهي صم جماد تخر وتتصدع وتهبط من خشية الله , فحري بنا أن ندكر وحري بنا أن نخشع ونعتذر (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون).