×
محافظة المنطقة الشرقية

معلول لـ في الجول: لا أعرف شيئا عن مفاوضات الزمالك

صورة الخبر

د. محمود حمدي زقزوق* كل من تعرَّف إلى منظومة الإسلام الأخلاقية، يدرك جيداً أن الإسلام يسعى بكل الوسائل إلى ضبط سلوك الإنسان، باعتباره الصانع الحقيقي للتحضر، فلا قيمة لأية منشآت أو مظاهر للحضارة المادية مع وجود إنسان همجي أو مستهتر لا يعرف كيف يتعامل مع نعم الله ويوظفها التوظيف الأمثل لخدمة المجتمع، والارتقاء بسلوك وأخلاق كل أفراده. وقد قدم الإسلام عطاء لا يضاهيه عطاء في الجانب الأخلاقي، وأرسى قيماً حضارية من شأنها تهذيب سلوك الإنسان فعلاً وليس بالشعارات، ومن شأن هذه القيم دفع الإنسان إلى العمل والإنتاج والإبداع في مختلف المجالات، فالإنسان المنضبط سلوكياً وأخلاقياً قادر على العطاء، فهو يبني ويعمر وينشر القيم الأخلاقية الرفيعة بين الناس عن طريق القدوة والسلوك الحضاري. وهذا يؤكد أن حضارة الإسلام ليست حضارة شيئية، فهي لا تهتم بالمبنى وتهمل الإنسان الذي يخطط ويفكر ويبني ويعمر، فالحضارة يصنعها الإنسان، وكلما كان الإنسان راقياً متحضراً، صنع حضارة متميزة، تحقق للمجتمع كل طموحاته وتطلعاته. والإسلام يلزم المسلم بحالة انضباط سلوكي نادرة، فهو فيما يتعلق بالسلوك العام ليس عشوائياً ولا عدوانياً، ولا يتصرف وفق ما يحلو له، بل هو منضبط السلوك. يحترم النظام الذي ارتضاه المجتمع، ويلتزم بالقانون الذي يطبق على الجميع، ولذلك يدين الإسلام كل صور الفوضى السلوكية التي تهدر قيم المجتمع وأخلاقياته. والإسلام الذي يفرض على المسلم أن يكون منضبطاً في كل تصرفاته، ملتزماً في سلوكه، مقدراً لكل خطوة يخطوها، مدركاً لعواقب كل تصرف يصدر عنه، وكل كلمة ينطق بها، يرفض ويدين الفوضى والعشوائية التي تنتشر في كثير من بلادنا العربية والإسلامية، لأن فيها عدواناً صارخاً على قيم الإسلام وأخلاقياته. احترام النظام والمنظومة الأخلاقية للإسلام تؤكد عملياً أن رقي الأمم وتحضرها ليس شعارات تتردد هنا وهناك، وليس مجرد سباق في ميدان الصناعة والتجارة والنهضة العمرانية فحسب، بل هو إلى جانب كل ذلك سلوك أخلاقي وأسلوب حياة يرتقي بالإنسان ويدفعه إلى العمل والإنتاج. فالإسلام دين يفرض على كل من يؤمن به أن يكون منظماً يؤدي الواجبات الدينية والوظيفية والاجتماعية والإنسانية بحرص وإخلاص. وهذا جانب مهم للغاية من السلوك الإنساني الذي يقود صاحبه إلى التقدم. والإسلام ينمي في نفوس المسلمين جميعاً قيمة احترام النظام والقانون ويضبط سلوك المسلم بكل ما هو أخلاقي ويفرض عليه أن ينظم وقته ويعيش حياته ملتزماً بالقوانين والقيم والأخلاقيات الحضارية، ولذلك لا يقر الإسلام أبداً تلك الصور العشوائية التي تنتشر في بلاد المسلمين. إن ما نراه من تجاوزات سلوكية في بعض البلاد الإسلامية هو نتيجة طبيعية لغياب القيم الحضارية الإسلامية عن حياة كثير من المسلمين، وخاصة الشباب الذي تربى على سلوكيات وأخلاقيات سيئة، وفي ظل غياب هذه القيم ليس غريباً أن تصبح حياتنا خليطاً عجيباً من الفوضى التي نعانيها في العديد من بلادنا العربية والإسلامية والتي تمثل معصية لله ورسوله، فالإسلام دين يربي أتباعه على الانضباط السلوكي والالتزام الأخلاقي. والإسلام يرفض ويدين سلوك هؤلاء الذين يضربون بالقوانين والأنظمة عرض الحائط، ويفرضون سلوكهم الفوضوي على المجتمع كله، ويؤكد أن استعادة البلاد الإسلامية لمقومات النهضة والتقدم من جديد تتطلب من الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية فرض النظام على كل رعاياها، وتطبيق القانون على كل مواطنيها والذين يعيشون في كنفها من دون تفرقة بين فقير وغني، ولا بين إنسان بسيط وآخر من سادة القوم. إن احترام القوانين وفرض النظام على الجميع هو منهج الإسلام لتوفير أول مقومات النهضة والتحضر، فلن تتقدم شعوب شاعت الفوضى بينها. } عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر