×
محافظة المنطقة الشرقية

الخطوط الحديدية تعلق جميع رحلاتها من وإلى محطة الدمام حتى نهاية الخميس القادم

صورة الخبر

عبد اللطيف الزبيدي في القرآن آية تزلزل الدماغ، هي السادسة في سورة الانشقاق: يا أيّها الإنسان إنك كادح إلى ربّك كدحاً فملاقيه. الصوفيّ فريدالدين العطّار، ألهمته الآية ملحمة منطق الطير، التي لم يبدع بها بعدُ أي مخرج أروع فيلم خيال علميّ. مشهد كون متكامل مترابط، يحكمه نظام واحد بمقاليد فيزيائية لا نستطيع إدراك قوة السيطرة والتحكم فيها. ما يحاول العلم الإلمام به ليس سوى بعض خيوط القوانين، أمّا الأوامر التي توجّه تلك القوانين، فقد يحتاج تصوّرها إلى ملايين السنين. ذلك هو كدح الإنسان لا الفرد الذي له حمض نوويّ خاص. العرفاء الكبار ارتادوا الفضاءات الكونيّة للمعرفة من دون دراسة للفيزياء، ما يلقي في أذهاننا أن المعرفة وتجليّاتها، قادرة على استشراف ما لا تصل إليه العلوم المحكومة بالمنهجيّة العلميّة، والبحث الذي يلتزم الاختبار. لقد أومضت في أذهانهم سيناريوهات هي بكل يقين خيال علميّ تلوح عنده أفلام الخيال العلميّ ضئيلة. لا يمكن أن يُعطى الآدميّ دماغاً يملك طاقة مئة ألف تريليون اتصال بين خلاياه العصبيّة، إذا كانت مهمّته تتلخص في أعمال بعضها حيوانيّ. كائن ذكيّ يستغل جلّ ذكائه في السلبيّات. الجواب البعيد زمنيّاً، نراه في الردّ على استنكار خلق من يفسد في الأرض ويسفك الدماء: إنّي أعلم ما لا تعلمون (البقرة 30). هل سيتطوّر الحيوان ويرتقي؟ الجواب في مستقبل الدماغ القادر على الارتقاء إلى حسن استغلال ذلك الرقم النجوميّ من الاتصالات بين الخلايا العصبيّة. نحن نعيش مدنيّة حيوانيّة، ولكنها وصلت لتوّها إلى الاستفادة من فيزياء الكوانتوم، فماذا يخبّئ الغد البعيد؟ ما هي الأدوار العظيمة التي سيلعبها الإنسان عندما يتحرّر من حيوانيّة الصراع على الطاقة والغذاء؟ ذلك هو الكدح الكبير والمعاناة الكبرى، اللذان سينقلانه إلى المرتبة العليا التي بشّر بها الصوفيّ الكبير ابن عربي: الإنسان الكامل. علماء الفيزياء، يتجرّدون من النصوص الدينيّة، حتى لا تتأثر بحوثهم، لكنهم صاروا منقادين إلى الإيمان الذي يفرضه العلم. يقول الرائع الفرنسيّ إيتيان كلين، عالم الفيزياء وفيلسوف العلوم: لنتصوّر أنه في البدء لم يكن ثمة شيء غير إلكترونين سالبي الشحنة، فكيف قرّرا الانفجار وإيجاد هذا الكون كلّه؟ كيف يُعقل هذا؟ تلك هي مسيرة الكدح الكبير. لزوم ما يلزم: النتيجة الحسابيّة: التمهيد لوجود الآدمي احتاج إلى 13.7 مليار سنة، فهل يُعقل أن تكون الغاية هي مجرّد إيجاد هذا الحيوان؟ مسيرة الكدح والسموّ أبعد. abuzzabaed@gmail.com