لأكثر من عامين كانت أوكرانيا تحارب الانفصاليين الذين تدعمهم جارتها من الشرق، روسيا، في معارك حصدت أرواح أكثر من عشرة آلاف شخص وشردت قرابة مليوني شخص. والهدنة الهشة بالكاد تستمر. لكنها ليست مواجهات تتضمن الرصاص والقنابل فقط، فوسائل إعلام أوكرانية أشارت إلى وقوع عشرة هجمات إلكترونية على مؤسسات من مثل شركة السكك الحديدية الوطنية ووزارتي المالية والبنية التحتية، جهات يحتجها الناس ليعيشوا يومهم بشكل طبيعي. وحتى الآن فإن المسؤولين الأوكرانيين لم يلقوا لوم الهجمات الأخيرة على أي جهة، لكن محققين أمريكيين وأوكرانيين اتهموا قراصنة روس بتنفيذ هجوم منفصل على شركة طاقة في ديسمبر لعام 2015، ما قطع الكهرباء عن أكثر من 100 مدينة في البلاد. وقال مسؤولون في بلدان كانت تابعة للاتحاد السوفييتي سابقا، مثل لاتفيا، إنهم يتعرضون أيضاً لهجمات من جارتهم روسيا. جانيس غاريسون/ وزير الخارجية في لاتفيا: “نحن نتعرض لهذه التحديات على جميع الأصعدة. الحرب الإلكترونية تحدث بشكل يومي، نحن نواجه حرب المعلومات الدعائية الروسية وحرباً نفسية أيضاً.” وليس من السهل تعقب مصدر الهجمات الإلكترونية لكن الخبراء هنا يشيرون إلى أنها ممولة من قبل حكومات. جانيس سارتس/ ستاركوم: “بعض البرامج التي رأيناها تدل بوضوح إلى أن الشركات الجنائية التجارية أو نشطاء القرصنة لن يكونوا مستعدين لاستثمار الوقت أو المال في برامج دقيقة مشابهة. وعندما دخلت جورجيا في حرب مع روسيا في 2008 تدخل قراصنة للهجوم على مواقع تابعة للحكومة الجورجية. واتهم رئيسها السابق ميخائيل ساكاشفيلي روسيا بالتدخل أيضاً خلال الانتخابات بعدها بأربع سنوات. قائلاً إنهم كانوا ينشرون الإشاعات ويرسلون عملاء للقيام بحيل قذرة على حد وصفه. لكن روسيا لا تحتكر تكتيكات الهجمات الإلكترونية، إذ تم اكتشاف فيروس يدعى ستاكسنيت في المنشأة النووية الإيرانية “ناتانز” في 2010، ما أدى إلى دوران أجهزة الطرد المركزي بطريقة لا يمكن السيطرة عليها لتدميرها ذاتياً. ورغم أن الحكومة لم تلق باللوم على أحدا إلا أن العديد من الخبراء يتهمون الولايات المتحدة وإسرائيل. خطر قيام حرب إلكترونية قد تحول مجتمعاتنا المرتبطة بشكل كبير بالحواسيب إلى مناطق معزولة.