شهدت مؤشرات الأسهم الخليجية أمس تراجعات عدة وبنسب متفاوتة، واختتم السوق السعودي تعاملاته بتراجع حاد والذي بدأه هذا الأسبوع، مع استمرار هبوط الأسواق العالمية وأسعار النفط. وأنهى السوق جلسة أمس على خسائر ب355 نقطة مغلقا دون مستوى ال9600 نقطة عند 9548 نقطة -3.6%، كأدنى إغلاق في 4 أشهر، بتداولات بلغت قيمتها نحو 10.2 مليار ريال. وشهدت جلسة أمس تراجعا شبه جماعي للأسهم، يتقدمها سهما سابك ومصرف الراجحي عند 108.03 ريال -6% و63.13 ريال -4.5% على التوالي. توقعات حصول ارتداد بالسوق بداية الأسبوع القادم مع دخول محافظ استثمارية وتزامنت هذه الخسائر مع ما شهدته الأسواق الدولية من انخفاضات متوالية حيث تراجع سعر النفط أكثر من دولار للبرميل يوم أمس إذ بلغ خام برنت أدنى مستوياته في أربع سنوات دون 83 دولارا للبرميل مع تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وهو ما أدى إلى استمرار موجة الخسائر التي بدأت منذ أربعة أشهر. وهبط برنت أكثر من 28 في المئة منذ يونيو الماضي في ظل تباطؤ الطلب ووفرة المعروض وتسارعت الخسائر في الأسابيع الأخيرة مع ظهور بوادر على أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لن تخفض الإنتاج لتعزيز الأسعار. فيما هبط الخام الأمريكي الخفيف في المعاملات الآجلة إلى أقل من 80 دولارا للبرميل يوم أمس مسجلا أدنى مستوياته منذ يونيو 2012 ليصل إلى 79.78 دولار للبرميل مع تأثر الأسعار بتخمة الإمدادات العالمية وتباطؤ نمو الطلب. واشتدت المخاوف الاقتصادية العالمية هذا الأسبوع بعد انخفاض معدل تضخم أسعار المستهلكين في الصين إلى أدنى مستوياته في نحو خمس سنوات ونزول أسعار المنتجين في الولايات المتحدة للمرة الأولى في أكثر من عام وهو ما أثار موجة بيع للأصول التي تنطوي على مخاطر. ومع هذه التطورات في الأسواق العالمية يرى محللون تحدثوا ل»الرياض» أن نزول السوق ليوم أمس ساهمت فيه عدة عوامل داخلية وخارجية، واعتبروا أن العوامل الخارجية هي الأهم حيث ساهمت ظهور بيانات احتمال تباطؤ الاقتصاد العالمي في ردة فعل لدى الأسواق المالية العالمية. وأشاروا إلى أن هذه البيانات انعكست على قطاع البتروكيماويات السعودي والذي يعتبر 90% من إنتاجة مصدر لمناطق شرق آسيا، وبالتالي تحملت شركات البتروكيماويات المحلية بما فيها سابك هذه التبعات والأحداث الدولية. وفي البداية قال أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة إن نزول سوق الأسهم هذا الأسبوع أمر غير مبرر، مشيرا إلى أن انخفاض السوق المحلي جاء متزامنا مع نزول الأسواق العالمية، بالإضافة إلى نزول الأسواق الخليجية والتي استبق افتتاحها السوق السعودي حيث افتتحت على خسائر مما تسبب بإفزاع الكثير من المتداولين بالسوق السعودي ولا زالوا يحاولون الخروج بأقل الخسائر.ولفت إلى أن تراجع أسعار النفط والتي شهدت أكبر تراجع خلال الخمسة أعوام الأخيرة تسبب أيضا بهبوط الأسواق الدولية، فيما اعتبر باعجاجة العلاقة طردية بين انخفاض سوق الأسهم السعودي وأسعار النفط، فيما سينعكس انخفاض أسعار النفط على أسعار ومنتجات البتروكيماويات والذي يعتبر قطاعها بالسوق السعودي قائدا للسوق. وتوقع باعجاجة بهذا الخصوص حصول ارتداد بالسوق مع بداية الأسبوع القادم مع دخول محافظ استثمارية للسوق مستغلة أسعار السوق التي تعتبر مغرية. من جهته قال تركي فدعق مدير الأبحاث والمشورة بشركة البلاد للاستثمار أن نزول السوق ليوم أمس ساهمت فيه عدة عوامل داخلية وخارجية والعوامل الخارجية هي الأهم حيث ساهمت ظهور بيانات احتمال تباطؤ الاقتصاد العالمي في ردة فعل لدى الأسواق المالية العالمية. كما انعكست هذه البيانات على قطاع البتروكيماويات السعودي والذي يعتبر 90% من إنتاجة مصدر لمناطق شرق آسيا وبالتالي تحملت شركات البتروكيماويات المحلية بما فيها سابك هذه التبعات والإحداث الدولية. وأفاد بأن بعض نتائج البنوك السعودية لم تحقق التطلعات ومنها مصرف الراجحي الذي قد حقق أرباحا دون التوقعات بنهاية الربع الثالث، مشيرا بنفس الاتجاه إلى أن المتداولين ينتظرون اكتمال نتائج شركات السوق والتي تستمر لغاية 28 أكتوبر بعدها تتحدد العوامل التي تحدد مستقبل السوق.