×
محافظة المنطقة الشرقية

أُقيم في أسواق عنيزة مول بحضور السليم كليات القصيم الأهلية تشارك بمعرض الأسبوع الخليجي لصحة الفم والأسنان

صورة الخبر

صادف أمس (الاحد) الذكرى 38 ليوم الأرض ، وهو ذلك اليوم الذي يشكل علامة بارزة في المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني عندما هبت جماهير هذا الشعب داخل الخط الأخضر في مثل هذا اليوم عام 1976 متحدية قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين 48 ؛ بإعلانها الإضراب الشامل رفضاً لسياسات المصادرة والتمييز العنصري، فكان الرد الإسرائيلي هو اجتياح هذه البلدات بالدبابات بما أسفر عن استشهاد ستة مواطنين من الأهالي . ولم ينته الأمر عند هذا الحد ، فقد امتدت الانتفاضة إلى كامل الأرض الفلسطينية ، وخرجت الجماهير العربية في العالم العربي وخارجه متضامنة مع فلسطينيي 48، ليصبح يوم 30 مارس يوماً تاريخياً في الذاكرة الفلسطينية والعربية يتم إحياؤه كل عام تأكيدًا على تمسك الشعب الفلسطيني بترابه الوطني وأرض الآباء والأجداد. أما الدلالة الهامة التي تحملها هذه الذكرى كل عام فهي أن عرب 48 يؤمنون – كإخوانهم في الضفة والقطاع والمنافي- أن الناصرة وحيفا والجليل والنقب كلها أرض فلسطينية رغم الضم والتهويد . أهمية يوم الأرض هذا العام أنه يأتي في خضم الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تشنها إسرائيل على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية ضمًا وسرقة ومصادرة وتهويدًا واستلابًا ، وأيضًا بعد محاولات إسرائيل سرقة ما تبقى من الأرض الفلسطينية عبر مطالبتها بيهودية الدولة الذي يعني أيضًا محاسبة الفلسطينيين لاحقًا على إقامتهم فيما سبق من العهود في فلسطين باعتبارها أرضًا يهودية وليست فلسطينية وفق هذا الإدعاء الذي لا يمت للحقيقة التاريخية ، ولا حتى للنصوص التوراتية بصلة . كما تأتي هذه الذكرى الوطنية الخالدة في العام الذي خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني – أي عام 2014- بصدور قرارها بهذا الشأن في نوفمبر من العام الماضي، بما يعني الدعوة إلى تفعيل التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في المناسبات الوطنية كيوم الأرض . لعل أكبر دليل على بطلان الادعاءات الإسرائيلية بشأن يهودية الدولة شهادة المؤرخ الإسرائيلي البروفيسور شلومو ساند التي أوردها عبر كتابيه «الشعب اليهودي شعب مختلق» و«أرض إسرائيل اصطلاح مختلق» التي أثبت من خلالها فرضيته بأنه كما لا يوجد شعب يهودي، وأن المصطلح من أساسه مختلق، فإنه لا يوجد بالتالي أرض لهذا الشعب، أي أن مقولة أرض إسرائيل «إيرتز إسرائيل» هي الأخرى اختراع صهيوني ، وذلك من خلال البحث في العلاقة بين الحركة الصهيونية بالأرض (الفلسطينية) منذ البداية، وكيف تبنت مقولة الحق التاريخي وبنت عليها أسطورة وذاكرة الشعب اليهودي القديم والآباء العبرانيين الذين سكنوا مملكة يهودا في زمن الهيكل الأول والثاني ، فيما كانت فلسطين عامرة بسكانها من العرب الكنعانيين قبل ذلك بنحو ألفي عام . صبرالشعب الفلسطيني الطويل على الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية لا يعني أنه توقف عن دفع ضريبة الدم ومواصلة الدفاع عن أرضه ومقدساته ، وإنما يعني السكون الذي يسبق العاصفة ، وأنه لابد وأن تتفجر انتفاضته الكبرى في وجه الاحتلال ويضع حدًا لهذا الطغيان بأسرع مما يتوقع قادة دولة إسرائيل.