لا يمكن الاعتقاد بدقة التصريحات التي خرجت على لسان مدرب الحراس الأسبق للمنتخب المصري زكي عبدالفتاح، واشارته الى أن الاعلام الذي يقف خلف حارس الشباك المخضرم عصام الحضري، هو من سيتسبب في انهاء مسيرة الحراس الحاليين، وحدد منهم شريف اكرامي وأحمد الشناوي، ذلك أن الواقع الذي يقول ويؤكد أن إخلاص الحارس الحضري لكرة القدم وللأندية التي يلعب لها لا يمكن مقارنته مع أي تركيز واخلاص لأي حارس آخر وفي هذا التوقيت بالذات، حيث يتجه الغالبية للتركيز على جوانب بعيده عن ملعب كرة القدم، وأيضا هروب وفي أوقات حرجة عن تحمل المسؤولية، وفي ذلك شواهد كثيرة ومواقف، تابعها الجميع، وكيف أن الفارق بين الحضري وبين أي حارس مرمى مصري حاليا، يظهر شاسعا وليس من السهل التقارب معه للتدقيق والمقارنه. لا يمكن الاختلاف على ما يتمتع به أحمد الشناوي حارس الزمالك، وكذلك شريف اكرامي حارس الأهلي من قدرات بدنية ومهارية وامكانات تجعلهما ضمن قائمة النخبة المتاحة ليس على الساحة المصرية وفقط، بل وأيضا العربية، الا أن المهارة والقدرات البدنية، لا يمكن أن تكون كل شيء مالم يكن حارس المرمى متمتعا بالشخصية القوية المؤهلة للتعامل مع مختلف الظروف والصدمات، وبعد اعتبار أن مركز حراسة المرمى يظل أكثر مراكز اللعب حساسية، ومن الطبيعي تحمل الحارس الجزء الأكبر من المسؤولية مقارنة ببقية الأسماء والمراكز، واذا ما تمعنا في الثبات الذي يمضي عليه الحضري، والقيمة المرتفعه التي يجسدها مع أي ناد يلعب له، وهو في سن الـ43، فمن التلقائي جدا أن نقول إنه حالة استثنائية واسطورة لحراسة المرمى لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها مع ما نتابعه من أسماء وشخصيات، حتى في اللحظة التي نستعيد فيها سيناريوهات شبابه، وكيف هو الفارق الذي كان يصنعه، وكيف هي الهيبة التي يضيفها أمام شباكه. لم يتدخل الاعلام المصري أو ما يثار أنه اعلام الحضري، في أسباب لم تكن مقنعه أن كان لاكرامي 32عاما أو الشناوي 25 عاما، وابتعادهما غير المبرر عن نادياهما وكذلك المنتخب الوطني وفي لحظات حاسمة وحرجة، ومن يدقق في تفاصيل دقيقة لحراس المرمى، ويعي جيدا أن هناك من يدعي الاصابة في لحظات حرجه لفريقه، وكيف أن آخر يتحمل المسؤولية مضافة ويكون أكثر اللاعبين ثقلا، يدرك جيدا أنه لا مقارنة حالية مع الحضري، لا من قريب أو من بعيد، بل من الأجدى أن نقول أن الحضري وبكفاءته واخلاصة وتركيزه مع كرة القدم، كشف مستور العديد من حراس المرمى، وأكد أن ما يصنعونه ويتسابقون عليه من مبررات واصابات وهمية، لا يمكن أن يكون أكثر من هروب وعدم قدرة على الصمود تحت الضغوط والتحمل للمسؤوليات.