×
محافظة المدينة المنورة

هيئة علماء المسلمين في العراق تدين الأعمال الإرهابية

صورة الخبر

نشرت مؤسسة الإحصاء الرسمية «ستاتستيك كندا» أخيراً، دراسة جديدة تحت عنوان «التنوع بين الشباب البالغين الذين يعيشون مع أهلهم», وهي ظاهرة تطلق عليها الدراسة تسمية «عملية تانغي –Tanguy Operation». ومفادها أن «الشباب يعيشون أكثر فأكثر مع أهلهم. وأنهم ما زالوا في تزايد مستمر منذ العام 1981 حتى العام 2011 (تاريخ انتهاء الدراسة) مع تفاوت في النسب بين فئاتها العمرية. وتؤكد أن هذا التزايد هو «واقع منتشر في أنحاء كندا». وتتناول الدراسة ثلاث شرائح من الأعمار: الأولى من 20 إلى 24، والثانية من 20 إلى 29، والثالثة من 25 إلى 29 سنة. وتجري مقارنة بين الشباب الذين خرجوا من منازل ذويهم وعادوا إليها بعد فترة من الزمن لأسباب متعددة وعاشوا معهم كما كانوا من قبل. والملاحظ أن الدراسة لم تتطرق إلى الفئة التي وصلت إلى سن البلوغ (18 سنة) علماً أنها تشكل شريحة واسعة ولها في الأدبيات العائلية الكندية معان مختلفة تماماً. فبقاؤهم هو عبء على الأهل الذين يرغبون بالتخلص منه وأحياناً بأي ثمن، ليصبح خروجهم عن وصايتهم تحرر وانعتاق. ولعل الدراسة لم تتوقف عند هذه الشريحة العمرية لأنها غالباً ترتبط بمغادرة المنزل العائلي إما للدراسة وإما للعمل, قبل أن تعود في وقت لاحق على ما يبدو. وتذكر الدراسة أن 42 في المئة من فئة (20 – 29) عاشوا مع أهلهم عام 2011 مقابل 27 في المئة فقط عام 1981 للفئة العمرية ذاتها أي بزيادة 15 في المئة. وهذه الزيادة في أوساط (25 – 29) ارتفعت من 11 في المئة عام 1981 إلى 25 في المئة عام 2011. في حين قفزت خلال الفترة الزمنية ذاتها لدى البالغين (20 -24 سنة) من 42 في المئة إلى 59 في المئة. وهذه الزيادة «بديهية وهي الأعلى والأهم» كما يراها سيبستيان لاروشيل كوتيه رئيس تحرير نشرة «نظرة على المجتمع الكندي» التابعة لإحصاء كندا. ويشير إلى أن هناك أسباباً عدة متغيرة ترجح هذه النسب المرتفعة من الشباب الذين يعيشون مع ذويهم، ويضيف: «بكل تأكيد ليس السبب ارتفاع كلفة المعيشة أو العامل الاقتصادي وحده الذي يبقى مجرد فرضية غير مثبتة». ويعتقد أن العناصر الأساسية التي ترغم الشباب على البقاء مع أهلهم خاصة (الفئة 20 29) تشتمل على عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية ولغوية ومتغيرات الهجرة وغيرها. وتفيد الدراسة أن الشباب الذكور الذين عاشوا مع أهلهم فترة أطول هم الأكثر عدداً. ففي عام 2011 شكلت فئة الشباب الذكور من (20 – 24) نسبة 64 في المئة مقابل 55 للشابات. وترجح الدراسة مرد هذا التفاوت المتزايد منذ عام 1981، إلى خروج الإناث المبكر من منزل العائلة لارتباطهن بالزواج والبحث عن استقلالهن. «الأقليات المنظورة» وتشير الدراسة إلى أن الشباب المنتمين إلى المجموعات العرقية التي تسميها دوائر الهجرة بمصطلح «الأقليات المنظورة – Minorites Visibles» تتميز عن الكنديين بأشكالها وألوانها وثقافتها وأعراقها (العرب والأفارقة والصينيون والهنود والباكستانيون وغيرهم). وهؤلاء يبقون غالباً مع أهلهم سواء كانوا يعملون أو من دون عمل ويشكلون 52 في المئة. وترى الدراسة أن بقاء هاتين الفئتين مع آبائهم وأمهاتهم أمر مريح وهانئ وعائلي على رغم مضايقات الأهل، لا سيما انهم لا يتكلفون شيئاً من أعباء نفقات المنزل. وتلحظ ستاتستيك كندا أن الاختلافات الكبرى تكمن في اللغة الأم. ففي عام 2011 كانت نسبة الشباب المقيمين مع أهلهم ويتكلمون اللغة الفرنسية أو الإنكليزية، تصل إلى حدود 90 في المئة مقابل 48 في المئة للذين يتكلمون لغة أم أخرى وهم إجمالاً من المجموعات العرقية المهاجرة. وفي العام نفسه يقول سيبستيان إن الشباب الذين يسكنون مع ذويهم ويتابعون دراستهم، يشكلون 6 من 10 أي 57 في المئة. ويشير إلى مفاجأة مفادها أن 39 في المئة ممن يعيشون في نطاق العائلة الواحدة ولديهم عمل دائم ولكنهم لا يتحملون أية مسؤولية مالية للإنفاق على أسرهم التي تعيش معهم، أما العاطلون من العمل فتصل نسبتهم إلى 54 في المئة. من جهة أخرى تقدم الدراسة الفوارق القائمة بين مقاطعتي كيبك حيث نسبة المقيمين الدائمين مع أهلهم 37،9 في المئة وانتاريو حيث تبلغ 50 في المئة، علماً أن الوضع الاقتصادي فيها أفضل بكثير من مثيله الكيبيكي. و»جيل الارتداد» هو المصطلح الشائع الذي يدل على اختيار الشباب المتكرر للعيش مع أولياء أمورهم بعد فترة من العيش بمفردهم واستقلالهم عنهم في مجمل أمورهم الحياتية، وبالتالي يرتدون للعيش معهم. وفي هذا السياق يشير البروفسور رودريك بياوجوت من جامعة غرب أونتاريو إلى أسباب هذا الارتداد ويلخصه بعدة عوامل منها حالة الانهيار الاقتصادي وأزمة الأوراق المالية عام 2000، وزيادة نسبة البطالة، وقلة الوظائف، وتدني الأجور، وأعباء تسديد المنح الدراسية، وصرف المئات والآلاف من العمال. ويرى أن ظاهرة الارتداد نحو منزل العائلة أو التأخر فيه ما زال مثار تساؤلات ونقاشات، ودراسات أكاديمية ومقالات وأفلام متحركة على غرار الفيلم الأميركي الكوميدي» فشل الانطلاق -failure to launch».