في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية، حوَّل المواطن الأميركي- الليبي محمد بزيك منزله إلى مكان ينشر السعادة عند الأطفال. يهاجم الموت هذا المكان بين الحين والآخر، ليعكر أجواء الفرح عند أطفال يعانون أمراضا قاتلة عكف محمد (62 عاما) على رعايتهم ومنحهم الأمل. يتمكن المرض من بعض هؤلاء الأطفال فينهي حياتهم لينسحبوا بهدوء من بين رفقائهم الذين وجدوا في منزل محمد مكانا للاستمتاع بما تبقى لهم من حياة. قبل 27 عاما كرس محمد منزله وحياته لهذا الهدف، فقد وصل إلى الولايات المتحدة سنة 1978 لمواصلة الدارسة، لكنه تعرف على سيدة أميركية نشط والداها في العمل التطوعي لرعاية الأطفال وورثت تلك السيدة عنهما حب مساعدة الصغار، وهذا الأمر دفع المواطن الليبي القيام بالشيء ذاته منذ سنة 1989. تزوج محمد من السيدة الأميركية، ومعا فتحا باب بيتهما على مصراعيه أمام الأطفال المرضى ممن يوزعهم قسم الأطفال على المتطوعين للعناية بهم. محمد بزيك مواطن امريكي من اصول ليبية ، يقوم على رعاية الاطفال المرضى الميئوس من حالتهم في بيته منذ 20 سنة ، كتبت... https://t.co/HvV4S3TJcW — Housam Abuzeid (@Abuzeidus) February 13, 2017 ماتوا بين ذراعيه فضل محمد الخيار الصعب، فقرر رعاية الأطفال الميؤوس من حالتهم رغم أنه يعلم أنهم سيموتون لكنه أكد للصحيفة إنه يريد أن يشعرهم بالسعادة ويمنحهم جرعات من الأمل قبل أن يودعوا الحياة. يرعى محمد حاليا طفلة في عامها السادس تعاني من خلل في خلايا الدماغ ما سبب لها فقدان البصر والسمع، وتعاني أيضا من شلل الأطراف وتحتاج إلى رعاية مركزة تتطلب من هذا الرجل الستيني أن يسهر الليالي لتخفيف آلام الطفلة. ويقول محمد إنه يتحدث مع الطفلة يوميا رغم أنها لا تسمع ويلعب معها لأنه لا يريدها أن تشعر بالوحدة(..) لديها أحاسيس ولديها روح، إنها كائن بشري. يؤكد محمد أن عددا من الأطفال توفوا في منزله، وقد شارك في دفن 10 منهم بعضهم توفوا بين ذراعيه. ومازال الأب الراعي يتذكر بكثير من الحزن أول مرة اختطف فيها الموت طفلة من منزله بينما كان هو وزوجته يعتنيان بها. يروي محمد أن الوفاة التي أحزنته كثيرا وقعت ليلة الرابع من تموز/ يوليو 1991 عندما كان يعد وجبة العشاء كي تعيش معه الطفلة التي لم تكمل حينها عامها الأول أجواء عائلية، لكن حماس محمد إلى خلق أجواء من الفرح للطفلة الصغيرة تحولت إلى حزن، حين تفاجأ بالموت يختطفها من أمام عينيه. ويثني قسم الأطفال كثيرا على محمد، فعندما يستقبل القسم اتصالا طارئا حول حالة طفل يحتاج إلى رعاية هناك فقط اسم واحد يتبادر إلى الذهن وهو محمد حسب شهادة منسقة القسم الطبي المشرف على الأطفال المرضى. ويتحدث محمد عن تجربته في رعاية الأطفال المرضى قائلا المفتاح في هذه المهمة أن تحبهم كأنهم أطفالك (..) أعلم أنهم مرضى. أعلم أنهم سيموتون. أفعل كل ما بوسعي وأترك الباقي لله. المصدر: لوس أنجليس تايمز