عندما تجتمع جميع معاني الرحمة والإنسانية في عمل إنساني واحد يجسد موقفاً نبيلاً وشهماً، يصبح قدوة رائعة في أهمية الأعمال الإنسانية التطوعية ومساعدة الآخرين بعضهم البعض حتى وإن كانت تلك المساعدة وهب عضو من شخص لشخص آخر، ومؤخراً قدم الموظف علي هادي عسيري في إدارة الطوارئ والأزمات بصحة الطائف في المملكة العربية السعودية أروع مثال في إنقاذ الآخرين، حيث سارع إلى إنقاذ سيدة من الفشل الكلوي، وتبرع لها بإحدى كليتيه لوجه الله تعالى، ورفض 300 ألف ريال من زوجها بعد نجاح العملية. وذكر العسيري أنه استلم رسالة نشرت من خلال برنامج المحادثات الفورية تم إرسالها عبر "جروب" مشترك به مع زملائه تفيد بمعاناة سيدة من مرض الفشل الكلوي وحاجتها إلى التبرع بكلية بشكل عاجل، وعلى الفور قرر هادي الذهاب إلى مستشفى القوات المسلحة بالهدا في الطائف لإجراء الفحوصات اللازمة، ووجد أن مواصفاته تتطابق مع الأنسجة والفصيلة مع المريضة، وقال: "ما جعلني أقوم بتلك الخطوة دون تردد والإقدام على إنقاذ حياة تلك السيدة أنني أعلم جيداً الألم الذي يعانيه أصحاب الأمراض الصعبة، حيث أن لدي 4 أشقاء وشقيقات مرضى بأمراض مستعصية مختلفة، منها: السرطان، والانيميا، والقلب، وأشعر بمعاناتهم ومعاناة كل المرضى، كما أن عملي في إدارة الطوارئ والأزمات أشعرني بأهمية العمل على إنقاذ الآخرين بكل الطرق والسبل، مؤكداً أنه رفض شيكاً من زوج السيدة بمبلغ 300 ألف ريال على الرغم من حصيلة راتبه المتواضعة وعدم امتلاكه منزلاً خاصاً به، أشار إلى أن تبرعه ليس لأهداف مادية، ولكن بهدف المعاونة وإنقاذ حياة مريضة تشعر بالمعاناة، وفقاً لصحيفة "المدينة". وحمد الله على نجاح العملية، فقد مضى 7 أشهر على التبرع دون أي مشكلات، كما أن السيدة التي تبرع لها تعيش بصحة وعافية دون أي مشاكل صحية تذكر.