كان تاريخ أول تتويج مصري باللقب الأغلى في القارة السمراء هو 16 فبراير/شباط 1957؛ فحينها بدأ الفراعنة يكتبون فصول مجدهم الكروي، حيث سيهيمنون بشكل كبير على سجل الألقاب في أفريقيا. وارتبط هذا التاريخ أيضاً بميلاد أسطورة تدعى محمد دياب العطار، المشهور بلقب "الديبة". وكتب هذا النجم، الذي وقع خمسة أهداف خلال البطولة الافتتاحية للكأس الأمم الأفريقية، اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة القارية، كلاعب بل وأيضاً كحكم، حيث سيدير بعد ذلك نهائي نسخة 1968، الذي خسرته غانا أمام الكونغو. تعلم "الديبة"، الذي ولد بالأسكندرية سنة 1927، كرة القدم في المدرسة على يد الأخوين سيد ومحمود حودة اللذان سبق لهما أن دربا نادي الاتحاد. وسيلتحق "الديبة" بهذا الفريق بالذات في بداية أربعينيات القرن الماضي، حيث سيشغل فيه موقع قلب هجوم. وقد ساهم بشكل كبير في تتويج النادي الثالث بكأس مصر سنة 1948، إلى جانب كمال الصباغ ومحمد شتا. وفي نفس السنة سيلتحق "الديبة" بالمنتخب الوطني، ليدافع عن ألوانه لمدة عشر سنوات ويقوده للتتويج القاري في 1957، عام فقط قبل أن يعلن اعتزاله. وداعاً الديبة "مباريات كأس الأمم الأفريقية 1957 لا تنسى"، هكذا صرح "الديبة" بعد ما يربو عن 50 سنة، بخصوص كأس الأممٍ التي جرت بين أربعة منتخبات فقط، هم السودان وأثيوبيا وجنوب أفريقيا ومصر. وأضاف "لا شك أن النجاح الذي لقيته المسابقة في السودان، البلد المضيف، شجع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على تنظيم البطولة كل عامين وفي بلدان مختلفة". ومنذ ذلك الحين نُظّمت ثلاثون نسخة فازت "مصر" بسبع منها. ولم يتمكن أي لاعب آخر أن يسجل أكثر من عدد الأهداف التي وقعها الديبة (4) في نهائي البطولة. ولم يستطع أي لاعب آخر أيضاً أن يصبح حَكَمَاً ويُعين لإدارة نهائي قاري، بعد عشر سنوات من ذلك. وعن هذه الأسطورة الكروية الذي ظل وفياً لنادي الاتحاد طوال مسيرته كلاعب، كان محمود مشالي، رئيس هذا النادي قد قال مؤخراً "ليس الكابتن الديبة في حاجة إلى اعتراف إضافي؛ إنه رائد وأسطورة في سجل كرة القدم. كان مساره طويلاً ورائعاً وحقق أشياء غير مسبوقة." وجاء هذا التكريم بعد وفاة الأسطورة يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 2016، أسابيع قليلة قبل أن تتلقى مصر هزيمة مريرة في النهائي القاري وقبل أن يحتفى بذكرى فوزها التاريخي الأول سنة 1957.