×
محافظة المنطقة الشرقية

إقامة أولمبياد سعودي كل سنتين

صورة الخبر

اعتدت في الأيام القديمة أن أحمل معي كتاباً لقراءته في الطائرة في السفرات الطويلة. ما كنت أحمل كتباً متجهمة. رواية سيرة كتاب تاريخي الخ. كتاب لا يتطلب تركيزاً قوياً ومفيد. مضيت على هذه العادة حتى جاءت الأجهزة الحديثة التي استقرت حتى هذا اليوم على التابلت. في ظني جهاز التابلت هو أفضل رفيق في السفر. منذ أن تقلصت أحجام أجهزة الكمبيوتر وأصبحت قابلة للتنقل والحمل لم أر في جهاز اللاب توب رفيقاً طيباً في الأماكن العامة. عندما أشاهد بعض الناس يعملون عليه في المطارات أشك في جديتهم. فليست كل المطارات مؤهلة أن تقدم لعابريها مداخل شحن البطارية وما يتوفر في بعض المطارات محدود يتزاحم عليه المسافرون وأحياناً تكون الأفياش في زوايا غير مناسبة للجلوس والعمل أو القراءة. أفضل أجهزة اللاب توب لا يتجاوز عمر البطارية فيها أربع ساعات. وعندما نقول أربع ساعات فنحن نتحدث عن الحالة المثالية. منذ عام تقريباً لم أعد استخدم اللاب توب ولم أعد أعرفه. في الحقيقة لم أعد استخدم حتى الكمبيوتر المكتبي. كنت قد سألت نفسي سؤالاً محدداً. ما الذي أريده من الكمبيوتر؟ أن أكتب أن أقرأ أن أبحث أن أتجول في النت وأن أستمتع بالموسيقى. الأمور الأربعة الأخيرة سوف تحصل عليها عبر البراوزر وهذا موجود في كل أجهزة الكمبيوتر سواء المكتبي أو المحمول أو التابلت. تبقى مسألة الكتابة. ما من كاتب إلا ويلهج بالشكر لمايكروسفت على برنامجها الشهير (الورد). يقول أحد أصدقائي تجمعني وإياه مشاريع كتابية مشتركة: لا ينقص هذا البرنامج إلا أن تأمره أن يكتب ما تريد كتابته نيابة عنك. كان هذا البرنامج يجبرني على حمل اللاب توب. وقد برمجت نفسي على أن اللاب توب رفيق في أماكن البقاء الطويلة كالفنادق. لا أفتحه في المطارات أو المقاهي مما يدفعني أن أحمل كتاباً للتسلية في اليد الأخرى. إلى أن جاء السيرفس surface. انتشرت في السوق قبل السيرفس أجهزة تابلت كثيرة في مقدمتها وعلى رأسها الآي باد. تنافست هذه الأجهزة على تقديم المتعة أكثر من تقديم العمل. رائعة في الموسيقى ومشاهدة الأفلام والألعاب الخ. لكن لا يمكن أن يعتمد عليها أي إنسان لديه أعمال يريد إنجازها وأخص منها الكتابة والبحث العلمي. السيرفس وفر لي هاتين الناحيتين. يشكل برنامج (الوورد) إذا صاحبه برنامج (ون نوت) Onenote)) أهم مصادر تفوق السيرفس في سوق أجهزة التابلت المزدحم على الأقل بالنسبة. هذان البرنامجان موجودان على السيرفس تقريباً بكامل خصائصهما الموجودة في أجهزة الكمبيوتر الأخرى. عندما يتوفر برنامج للبحث (ون نوت) وبرنامج للكتابة (وورد) ماذا يريد الكاتب أكثر منذ ذلك. تبقى مسائل تقنية هامة مثل عمر البطارية وحجم الشاشة والوزن. تتفوق التابلتات على الكمبيوترات المحمولة بجميع هذه الخصائص باستثناء حجم الشاشة. واكتشفت بعد مداومة وإصرار أن حجم الشاشة مسألة سيكولوجية يمكن للمرء أن يتكيف معها. تلاحظ اليوم محاولات كبيرة من الشركات المصنعة لدمج خصائص التابلت مع خصائص المحمول. وإلى أن يتم هذا الاندماج بالكامل تبقى التابلتات في نظري أكثر عملية في السفر والتنقل. عندئذ يمكن القول إن السيرفس يتفوق في عالم التابلتات بالنسبة للكتاب لأنه يتضمن برنامجين لا يمكن أن يستغني عنهما أي كاتب يستخدم جهاز الكمبيوتر لإنجاز أعماله. ثم إن خفة وزنه وقدرته على فتح كثير من الصيغ سيغنيانك عن حمل الكتاب في السفر.