سلم التيار الصدري ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش مذكرة يعرض فيها ما تعرض له المحتجون من اعتداءات السبت الماضي، في مسعى لتدويل القضية، فيما أكدت اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات استمرار التظاهر إلى حين «تحقيق المطالب المشروعة وأهمها تغيير مفوضية الانتخابات». وجاء في بيان لكتلة «الأحرار» النيابية التابعة للصدر أن أمينها العام ضياء الأسدي «استقبل كوبيش وجرى خلال اللقاء تبادل الرؤى والأفكار في المواضيع الحساسة في البلاد، خصوصاً التظاهرات السلمية المطالبة بإصلاح العملية الانتخابية والإجراءات التعسفية التي طاولت المتظاهرين العزل وما رافقها من تداعيات». وسلّم الأسدي كوبيش «مذكرة احتجاج على ما طاول المتظاهرين الأبرياء السبت المنصرم من تعسف واستخدام القوة والذخيرة الحية وتعمد استهدافهم بقصد الإيذاء على رغم أنهم تظاهروا في شكل سلمي احتجاجاً على بقاء مفوضية الانتخابات التي يرون عدم نزاهتها وعدم حياديتها، وكذلك مطالبتهم بالإسراع في تشريع قانون للانتخابات». ودعا «الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والتحقيق في ما جرى وإحالة المعتدين على القضاء كونهم لم يفرقوا بين الجيش والشرطة والمتظاهرين، إضافة إلى تعويض عائلات الشهداء والمصابين ومحاسبة الجناة الذين لم يتورعوا عن سفك دماء المتظاهرين العزل». وأضاف البيان أن «الممثل الخاص للأمين العام أشاد بدور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تعامله بأخلاقية عالية بما يخدم المصلحة الوطنية». وكان الآلاف من اتباع الصدر والتيار المدني وناشطون مدنيون تظاهروا في بغداد السبت الماضي مطالبين بتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات. لكن تدخل قوات الأمن لفض تجمعهم في ساحة التحرير وسط العاصمة، تسبب بقتل أحد عناصر الشرطة، و4 متظاهرين وإصابة 320 آخرين. الى ذلك، أكد عضو اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات حسن الكعبي لـ «الحياة» أن «الاستعدادات تجري على قدم وساق لتنظيم تشييع رمزي لشهداء الاحتجاج السلمي الذين سقطوا جراء تدخل قوات أمنية مجهولة الانتماء معروفة الولاء، حيث استخدمت الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين، ونأمل بأن لا يتكرر المشهد خلال مراسم التشييع ومن ثم يصار الى نصب سرادق العزاء ولمدة ثلاثة أيام لاستقبال المعزين وفاء لدماء شهداء الاحتجاج السلمي». وأوضح أن «غالبية النقابات والمنظمات الانسانية والحقوقية ستشارك في التشييع الرمزي، بينها نقابة الصحافيين والمحامين والاطباء والفلاحين والعمال فضلاً عن منظمات حقوق الانسان والمرصد الصحافي والحقوقي والآلاف من انصار الاصلاح ودعاة التغيير». واستبعد تكرار اعتداء القوات الأمنية على المشاركين بسبب «وعي الشارع حقيقة الجهات الرافضة التغيير، علماً أن لدى لجنتنا مقاطع فيديو توثق هوية المعتدين على المتظاهرين وسنقدمها الى الجهات الدولية لتجريمهم وهم قوة أمنية مجهولة الإنتماء اي غير تابعة لمؤسسة أمنية او عسكرية إنما تأخذ أوامرها من جهات معروفة والشارع العراقي يعلم هويتها ولا دخل للقوات الحكومية في ما حدث معنا كمتظاهرين». من جهة أخرى، عقد كوبيش اجتماعاً مع رئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات وأكد في بيان «استمرار دعم مجلس المفوضين في ممارسة مهماته وفق التوقيتات الزمنية المنصوص عليها في القانون». وأعرب عن «تفهمه الضغوط التي تمارس على المجلس وقلقه البالغ للتهديدات التي وصلت الى السادة الأعضاء والى موظفي المفوضية»، واستنكر «الاعتداء الآثم الذي تعرض له مكتب انتخابات البصرة».