على عكس ما أشاعته أوساط إعلامية ذات علاقة بملالي إيران، من أن دولة الكويت تعمل على تفعيل وساطة بين المملكة العربية السعودية وحكام إيران تبين أن الرسالة التي نقلها وزير خارجية دولة الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح والذي سلمها إلى رئيس النظام الإيراني روحاني تحوي تحذيراً عربياً وجهته الدول العربية لملالي إيران من التدخل في الشؤون العربية وإلا سيواجه عواقبها. هذا التحذير أكدته بعض وسائل الإعلام الإيرانية وترى في الرسالة الكويتية التي حملها وزير الخارجية والزيارة تعد مفصلاً مرحلياً، إذ ترى صحيفة جيهان صنعت في 26 يناير وبعد يوم واحد من الزيارة بأن «يجب اعتبارها نهاية الاصطفاف الجيوبولتيكيا للأوساط العربية في إيران في إطار الحوار مع حكام إيران». الإيرانيون وخصوصاً الملالي الحكام الفعليين لإيران والمؤسسات والمليشيات الطائفية المرتبط بهم داخل إيران وفي الدول العربية التي تعد «ولايات» تابعة للملالي، أرادوا مواجهة الموقف العربي وأظهروا سلوكاً استفزازياً وتحدياً للدول العربية رصدها المتابعون بعدد من التجاوزات منها. 1- الاعتداء الإرهابي من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة للحوثيين المدعومين من النظام الإيراني على المدمرة السعودية الفرقاطة «المدينة المنورة» في 30 يناير» كانون الثاني». 2- ضبط القوات البحرية الأمريكية قارباً مليئاً بالسلاح مرسلاً لـ مليشيات الحوثيين في اليمن في 4 فبراير «شباط». 3- التهديدات المباشرة لمملكة البحرين من كبار مسؤولي النظام الإيراني، إذ هدد المدعو محمد جواد لاريجاني في مقابلة مع تلفزيون النظام الإيراني في يوم 5 فبراير «شباط» والذي ادعى امتلاكهم لأوراق ضد الحكومات التي تحكم دول الخليج العربي في تهديد مبطن لمملكة البحرين ودول الخليج العربية الأخرى. أما أكثر التصرفات الاستفزازية التي قوبلت بالسخرية والاستهزاء، ادعاء وسائل الإعلام المرتبطة بالنظام الإيراني والناطق باسم المليشيات الحوثية باطلاق صاروخ بالستي من قبل الحوثيين على الرياض، وقد توسعت وسائل الإعلام المرتبطة بإيران سواء في بيروت، وبغداد، ودمشق، وطهران، حيث احتفت المحطات التلفزيونية التي تمولها إيران، بسقوط الصاروخ في الرياض، التي سخِر كل من يقيم في العاصمة السعودية من هذا الادعاء الذي حاول كبير مجرمي الحوثيين عبد الملك الحوثي الترويج له، بالقول بأنهم يمتلكون قدرات متقدمة لصواريخ بالستية يمكن أن تصل إلى أهداف بعيدة. المحللون السياسيون والإعلاميون ومنهم إيرانيون يرون أنه وبالرغم من ظاهرة الهجوم لنظام طهران في علاقاته مع الدول العربية ورغم تبجحات عناصر النظام ووسائل الإعلام للنظام في استعراض القوة إلا أن السمة البارزة لهذه المرحلة للعلاقات بين الدول العربية مع النظام الإيراني هي أن الدول العربية تقف سياسياً في موقف هجومي وأن دكتاتورية الملالي هي في موقف الدفاع كون النظام في عزلة متزايدة يومياً، وبالذات التحول الإقليمي المتزايد والناجم عن تغير توازن القوى على الصعيد الدولي ضد النظام ولصالح الدول العربية. يعزز هذا الرأي الكاتب الإيراني السياسي علي نريماني الذي يؤكد بأن عزلة النظام ليست ظاهرة جديدة ولكن أخذت أبعاداً وسنداً دولياً في الإدارة الأمريكية السابقة التي كانت سياسة المساومة مع النظام في جدول أعمالها كانت تعمل أمريكا كحاجز أمام الدول والتحالفات الإقليمية المناوئة لنظام الملالي. ففي اليمن فإنها كانت تغمض العين على نشاطات الملالي في اليمن من جهة وكان عميلاً مانعاً أمام تقدم القوات الشعبية اليمنية وتحالف الدول العربية من جهة أخرى. ولكن مع مجيء الإدارة الجديدة فإن السياسة الأمريكية قد اتسقت مع سياسة دول المنطقة حيث راحت تؤثر على كافة الجهات والمواقف لمن يلعب دوراً في المنطقة شاؤوا أم أبوا. على سبيل المثال فإن السياسة العملية للأمم المتحدة في النقاط الساخنة في الشرق الأوسط مثل العراق وسوريا واليمن في عهد أوباما كانت فتح المجال لإطلاق أيدي النظام الإيراني وغلق يد الدول العربية حيث كان يتم تطبيقها عبر بعثات الأمم المتحدة في هذه الدول ولكن يبدو أن هذه السياسة قد تغيرت.