وجد الباحثون أن من الممكن الجمع بين 4 من أدوية ضغط الدم في حبة واحدة، لتكون فعاليتها أكثر مرتين من العلاجات الحالية. وأُعطي كل مريض ضمن الاختبار حبة "quadpill" (الشاملة على 4 أدوية)، ولوحظ انخفاض ضغط الدم إلى مستويات صحية خلال شهر واحد. وتشمل الحبة على 4 أنواع من أدوية ضغط الدم، في مستويات أقل مما هي عليه في أقراص الدواء التقليدية، حيث يعتقد الخبراء أن الدواء الجديد يقلل من الآثار الجانبية. ونُشرت نتائج الاختبار التجريبي الصغير في المجلة الطبية، لانسيت، ويمكن أن توفر نهجا جديدا لمئات الآلاف ممن يتناولون أدوية الضغط يوميا. ويعاني أكثر من 17 مليون بريطاني من مشاكل ارتفاع ضغط الدم، أي شخص من بين 3 أشخاص بالغين. ويزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، حيث لا تظهر الأعراض المرافقة في كثير من الأحيان حتى فوات الأوان. ويتناول مئات الآلاف من مرضى ارتفاع ضغط الدم، أدوية بشكل يومي، للسيطرة عليه، ولكنهم يتناولونعادة دواء واحدا فقط، وحوالي نصف المرضى فقط يشهدون انخفاضا في ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي. وذكرت الدراسة الجديدة أن نسبة النجاح كانت 100%، ومع ذلك، أكد الباحثون من معهد، جورج، في جامعة سيدني، أن 18 مريضا فقط شاركوا في الاختبارات. وأشاروا إلى وجود حاجة ملحة للقيام بالمزيد من البحوث، من أجل معرفة إمكانية تكرار هذه النتائج، ولكن تبقى النتائج الأولية مثيرة للاهتمام. وقالت مؤلفة الدراسة الأستاذة، كلارا تشاو: "معظم الأشخاص يتناولون دواء واحدا بجرعة عادية، حيث يتحكم بضغط الدم لفترة زمنية معينة، وسنقوم الآن بإجراء اختبارات حول إمكانية استمرار أثر الدواء على المدى الطويل". وشملت الدراسة إعطاء المرضى حبة دواء واحدة تحوي على 4 من أدوية ضغط الدم المعروفة، إربيسارتان وأملوديبين وهيدروكلوروثيازيد وأتينولول. ويعتقد الباحثون أن تخفيض الجرعة من كل دواء يقلل من خطر الآثار الجانبية، بما في ذلك تورم القدمين وتشوهات الكلى. وعلى الرغم من انخفاض نسبة كل دواء موجود في الحبة الجديدة، إلا أن الجمع بين الأدوية الأربعة يزيد من تأثيرها الإيجابي. وأضافت الأستاذة تشاو: "يعد الحد من الآثار الجانبية مهما جدا للعلاج على المدى الطويل، ونحن لم نر أي مشاكل في هذه الاختبارات، وسنجري المزيد من البحوث المستقبلية". وقال البروفيسور، ميتن أفكيران، المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية: "يمكن أن يكون هذا البحث خطوة هامة جدا في المساعدة للحد من عبء المرض على الصعيد العالمي". وأوضح ميتن أن هذه النتائج مشجعة للغاية ويمكن أن تؤدي إلى ابتكار علاجات فعالة دون آثار جانبية، ولكن يوجد حاجة ماسة للقيام بالمزيد من الأبحاث لتأكيد سلامة هذه الحبوب، وتأثيرها على المدى الطويل وكذلك فعاليتها في الحد من خطر إصابة الأشخاص بالسكتة الدماغية أو الأزمة القلبية، قبل إنتاجها وإتاحتها في العيادات الطبية. وجدير بالذكر أن معظم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يستشيرون أطباء اختصاصيين لمتابعة حالتهم الصحية، كما يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي دواء مرتبط بحالة ارتفاع ضغط الدم. المصدر: ديلي ميل ديمة حنا