×
محافظة الرياض

العقيل إعلان نجوم “ركاء اليوم” وحفل الختام 13 أبريل الجاري

صورة الخبر

الدمام: علي القطان أخذه حب التراث بعيدا عن الكثير من الهوايات والمشاغل الأخرى في هذه الحياة، فقرر أن يولي جانب المحافظة على الموروث السعودي جانبا مهما في حياته، من خلال جمع الكثير من القطع الأثرية بما فيها العملات النقدية المختلفة بأنواعها كافة، سواء المعدنية والورقية، حتى بات من أشهر العراقيين في المنطقة الشرقية، وعلى مستوى السعودية، الذين يولون هذا الجانب أهمية بالغة. محمد إبراهيم، المعروف بـ«العراقي»، خصص مساحة واسعة من فناء منزله لتأسيس معرض يهتم بالتراث السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام، كما لم يغب التراث العراقي عن جدران متحفه في حي الراكة بمدينة الخبر (شرق السعودية). ويقول محمد إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «حبي للتراث وجمع العملات جعلني أضحي بالشيء الكثير من الوقت والجهد والمال من أجل تحقيق الهدف الذي أسعى إليه، وهو تأسيس معرض تراثي يكون له صيت ذائع ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى الخليج العربي، حيث إن الكثير من الشخصيات في الخليج قبلت دعوتي لزيارة المعرض الذي أقيمه في منزلي أو من خلال تخصيص موقع له في عدد من المهرجانات التراثية أو العامة». ويضيف إبراهيم: «نلت الكثير من الشهادات والإشادات ممن تشرفت بالتعاون معهم في سبيل إبراز التراث السعودي، وحصدت من خلال المشاركات التي قمت بها الكثير من الجوائز التي أعتز بها وتدفعني للمواصلة على هذا النهج في ظل الثقافة المتزايدة بأهمية التراث، لأن ما ليس ماضيا فالأكيد أنه ليس له حاضرا». وعن بداياته يقول محمد العراقي: «بدأت هذه الهواية منذ أن كان عمري 12 سنة، من خلال جمع الطوابع والعملات التي تكون أشكالها غريبة وألوانها براقة، حيث كنت أتجول في أسواق بغداد القديمة المهتمة بهذه الأمور، مثل سوق الباب الشرقي والميدان والمستنصرية وجميع محلات التراث هناك». ويضيف: «عندما بلغت من العمر 16 سنة، وتحديدا في عام 1986، ذهبت إلى جمعية الطوابع والمسكوكات العراقية للحصول على بطاقة عضوية، وكان الحصول على البطاقة يتطلب الخضوع لاختبار خاص بذلك، والحمد لله تجاوزته بعد أن اتسعت معرفتي بهذه الهواية وأسرارها، وكنت حقيقة في قمة سعادتي لحصولي على بطاقة العضوية وأنا في هذه السن». وعن ممارسة هوايته في السعودية، يقول محمد إبراهيم العراقي: «عندما أتيت إلى السعودية لم أكن أعلم عن المكان الذي يتجمع فيه الهواة، وبالبحث عرفت البعض منهم، وعززت علاقاتي معهم، مما كان له الأثر في تحقيق مصالح الطرفين أو جميع الأطراف ذات العلاقة، وبكل تأكيد أقوم بالكثير من الرحلات في دول العالم من أجل البحث عن العملات والمقتنيات التراثية». وفيما يخص أبرز المعوقات التي تعرض لها في ممارسة هوايته، قال العراقي: «إن أبرز العوائق تمثلت في أن هناك من دخلوا هذا المجال، وأعني التراث وجمع العملات والطوابع، بهدف تجاري، وهذا حقهم ولا يمكن الاعتراض عليه، لكن للأسف بات من يتحدث عن الهواية وكأنه من صناعها على حساب الهواة الذين لم يستخدموا النفوذ المالي، أو بالأحرى لم تكن لديهم القدرة على اقتناء كل شيء بسهولة، ومن هنا تكون متعة الهواية أن يأتي الشيء بصعوبة وليس بالسهولة من خلال استخدام الجانب المادي على حساب الجهد والبحث، وغير ذلك من متطلبات الهاوي النشط والطموح». وبين قائلا: «إن الحديث عن ممارسة الهواية وتحويلها إلى تجارة يأتي بسبب أن هواية العملات والتراث هواية مكلفة، وتسمى هواية الملوك وملكة الهوايات، وهنا أحب أن أشكر هيئة السياحة والتراث التي يرأسها الأمير سلطان بن سلمان، لما تقوم به من جهود بإقامة مهرجانات كبيرة بجميع أنحاء المملكة والمنطقة الشرقية بشكل خاص». وأضاف: «نلاحظ ارتفاع نسبة الهواة عن السنين الماضية، مما ساعد على تنشيط الهواية بجميع مفاصلها، إذ كانت تراثية أو عملات وطوابع، وحسب متابعتي اليومية لوسائل الإعلام فإن هناك قوانين ونشاطات تصب في مصلحة الجميع، وهذا يدل على تقدم ملحوظ بانتظار هذا العالم الرائع، راجيا من الله التوفيق لهم دائما». وعن سبب تعمقه في هذا المجال، رغم أنه معروف في الوسط الرياضي بكونه المنسق العام للمنتخبات العراقية لكرة القدم في منطقة الخليج العربي، قال: «هي هواية لا يمكن أن أتركها، وأما العمل المتعلق بالشأن الرياضي والخاص بكوني المنسق العام للمنتخبات العراقية في منطقة الخليج، فلا أعتقد أن هناك تضاربا بين هذين الجانبين»، كاشفا عن أنه يعكف حاليا على تأليف كتاب خاص بالعملات الورقية والطوابع وفوائدها المعرفية والثقافية، كما سيخصص جزءا كاملا للحديث عن المدن السعودية التي تنشط بهذا المجال، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذا البلد الطيب الرائع. ويملك العراقي آلاف القطع من العملات والطوابع والموروث الشعبي، ويقيم على أثر ذلك معارض في الكثير من المهرجانات، خصوصا في المنطقة الشرقية من السعودية، سواء في الدمام والقطيف وغيرهما، وتنتظره الكثير من المشاركات في مهرجانات عدة في المستقبل القريب.