بعد ارتفاع أسعار الأرز البلدي بالأسواق المحلية، واختفاءه من البقالات التموينية والمجمعات الاستهلاكية، ضخت وزارة التموين كميات كبيرة من الأرز المستورد الهندي لسد احتياجات المواطنين من السلعة الاستراتيجية، ما سبب بعض القلق لدى المواطنين، من الاعتماد عليه أساسيا، والاستغناء عن المحلي، نظرا لحداثة المنتج، واستعرضت الشروق آراء بعض المعنيين حول مواصفات وجودة أرز السوارنا. قال مصدر مسؤول بوزارة التموين، إن الأرز المستورد الهندي المطروح بالمجمعات الاستهلاكية والبقالات التموينية جيد للغاية، ويشهد إقبالا كبيرا وملحوظا من قبل المواطنين، خاصة وأن سعره منخفض نسبيًا 7.5 جنيه للكيلو، فيما ستواصل الوزارة ضخه بالأسواق لتلبية احتياجات المواطنين من كافة السلع الاستراتيجية. وتابع المصدر لـ الشروق أن ما يتردد حول ضعف جودة الهندي إشاعات يطلقها أشخاص تحركهم مصالح شخصية معلومة للجميع، هدفهم الإساءة للمستورد، حتى يتجنب المواطنين تداوله، ليجبروا وزارة التموين على شراء المحلي منهم بأسعار مرتفعة، مما سيزيد من سعره على المواطن وهو ما نرفضه. وفي السياق ذاته قال محمد سمير، نائب رئيس نقابة بقالي التموين، إن الأرز المستورد جودته متميزة ويمتلك مواصفات تقارب الأرز البسمتي برغم تفضيل غالبية الشعب المصري للمحلى، موضحًا أن المواطن لا يثق بالحبة الهندية ويفضل شراء البلدي خاصة وأن فرق السعر بينهم جنيه واحد فقط، موضحا أن نسبة إقبال المواطنين على المستورد ضعيفة ولا تتخطى 20%، لكن بعض المواطنين بدأوا بالفعل في شراء الهندي، ومستمرين في استخدامه وتفضيله على البلدي. ومن جانبه أوضح رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، إن ما تستورده مصر من الأرز الهندي يسمى السوارنا وهو أقرب الأنواع للأرز المحلي، مضيفا أنه جيد ويشبه المصري الرفيع وليس العريض ويمتلك جميع مواصفاته، وأي أقاويل غير ذلك فهي من محض الخيال. وأضاف شحاتة، في تصريحات لـ الشروق، أن المستورد يمر على وزارة الصحة والزراعة ويتم تحليله جيدا، قبل دخوله الأراضي المصرية، لكن لا يوجد استساغة للمنتج من قبل المواطنين فقط، نظرًا لحداثته في السوق، مما يجعلنا في حاجة لبعض الوقت حتى يألف المواطن عليه، موضحا أنه علينا الاعتياد على الأرز الهندي، نظرًا لأنه سيكون أمر واقع في المستقبل، فزراعة الأرز في مصر تنخفض توفيرا لكميات المياه الكبيرة التي يستهلكها. وقامت الشروق بجولة ميدانية في بعض البقالات التموينية والمجمعات الاستهلاكية للتعرف على آراء عدد من المواطنين، حيث قال حسام سيف، موظف بالقطاع العام، إن الأرز البلدي أفضل من المستورد من حيث الجودة والمذاق، ولا يوجد وجه مقارنة بينهم فلكل نوع مواصفاته الخاصة، مضيفا أن الفارق السعري بين السلعتين بسيط ولا يتعدى التغيير للأرخص سعرا. واتفقت معه في الرأي كريمة محمد، ربة منزل، وأشارت إلى أن جميع أفراد أسرتها يفضلون المصري، فهو يمتلك مذاق يميزه عن غيره، موضحة أنها لا تعتزم شراء المستورد من البقالات التموينية أو المجمعات الاستهلاكية، بعدما توقفوا عن توفير البلدي لديهم، وستقوم بشراء المصري من القطاع الخاص. ومن جانبها أكدت سهير عبد الرحيم، ربة منزل، أنها ستعطى أسرتها فرصة تجربة الهندى، خاصة بعد توصية شقيقتها باقتناء المستورد بعدما نال إعجاب عدد من عائلتها، مشيرة إلى أنها اتخذت قرار اليوم، بشراء 2 كيلو كعينة مؤقته لمعرفة مدى جودته أولا. وأوضحت شيماء فوزى، موظفة بالقطاع الخاص، أن الأرز الهندى لا يختلف كثيرا عن المصرى، ولا يمكن الحكم على جودة المنتج دون تجربته، لافتة إلى أنها كانت ترفض تماما شراءه حتى تذوقته عند أحد اصدقائها قائله أسأل مجرب ولا تسأل طبيب. التتبع السابق