لا شكَّ أنَّ المرأة الحامل هي المسؤولة أولا بشكل مباشر عن صحتها وصحة جنينها، فكما أنَّ ما ستتناوله أو تفعله يؤثر في تكوينة كذلك فإنَّ أسلوب حياتها وحزنها وتقلباتها المزاجيَّة ستؤثر عليه. فالجنين لا يعيش في عزلة عن العالم الخارجي، بل يتفاعل معه. لذلك يجب على الأُم أن تهيئ له الظروف المناسبة لنمو أفضل حتى لا تتأثر صحته سلباً. «سيدتي نت» تواصلت مع الدكتورة شيماء هلال، استشاريَّة تعديل السلوك وتنمية القدرات لتوضح لنا كيف يؤثر بكاء الحامل وحزنها في صحة جنينها؟ بداية وضحت الدكتورة شيماء أنَّ فترة حمل الأُم هي بداية الارتباط بين الحامل وجنينها من الناحية الجسميَّة، والأهم منها الناحية النفسيَّة. فقد أشار بحث دنماركي نُشر في مجلة «اللانست الطبيَّة» إلى أنَّ الضغوط النفسيَّة، التي تتعرَّض لها الأُم في الثلاثة أشهور الأولى من الحمل تؤدي إلى زيادة كبيرة في احتمال ولادة طفل به عيوب خلقيَّة في الجهاز العصبي، ويُرجع البحث هذا إلى أنَّ الضغوط النفسيَّة تؤدي إلى زيادة السكر في الدم ونقص الأكسجين نتيجة لزيادة إفراز الكورتيزون، الأمر الذي يسبب عيوباً خلقيَّة في الجهاز العصبي. كذلك أكدت أنَّ العوامل الوراثيَّة ليست هي فقط من يحدِّد الطباع المزاجيَّة للطفل، لكن البيئة التي توفرها الأُم لجنينها هي الأهم، فتعرُّض الأُم للضغوطات النفسيَّة المستمرة يؤدي الى إفراز هورمونات معيَّنة تمرُّ إلى الجنين من خلال المشيمة، وبالتالي تنقل هذا الضغط له، وذلك وفق أحدث أبحاث جامعة هارفرد الأميركيَّة، وكلما زاد الضغط النفسي أصبحت حركة الطفل أكثر نشاطاً وأقل استقراراً لأنَّ الطفل بدل أن يهنأ بنوم آمن تقوم الهورمونات، التي تدخل له من خلال الرحم بإزعاجه وعلى الأغلب سيولد لنا طفل عصبي تصعب تهدئته ولا ينام بسهولة، وربما يعاني من نشاط مفرط مستقبلاً. وأضافت الدكتورة هلال أنَّه من الممكن أن يعاني الطفل بعد ولادته من نوبات مغص، نظراً لحالته النفسيَّة، وعدم قدرته على تنظيم بكائه، فالطفل تكون لديه حساسيَّة مفرطة تجاه البيئة المحيطة به، ويعكس ردود أفعاله تجاه البيئة أو التغيُّرات التي تحدث فيها عن طريق البكاء. وأخيراً نصحت الدكتورة السيدات الحوامل بضرورة الاسترخاء خلال فترة حملهنَّ، والبعد عن أي مؤثرات أو ضغوطات نفسيَّة سلبيَّة. جدَّة ـ أماني السراج 31275 56352 37625 أزياء الحامل المرأة الحامل رياضة الحامل الحمل والولادة