في أزمنة لاحقة وسابقة، تعاظمت علاقتي بالبيان، وبدأت تجربتي بالكتابة في البيان عبر محاولات متواضعة؛ وكنت على ثقة تامة أن ارتباطي الفكري بـالبيان وقناعتي بخطها العام ورسالتها المجتمعية، ستقودني إليها. لم يكن حلماً، ولكن كان طموحاً أن أرتقي السلم صعوداً لأعلى، وقد هيأت نفسي لذلك. كان همي أن أساهم كامرأة ومواطنة إماراتية، في إيصال صوت المرأة وطرح قضاياها عبر البيان، دون إغفال للقضايا الوطنية والاجتماعية للمجتمع الإماراتي. ولا بد أن طبيعة عملي ساعدتني على ذلك، حيث صار حب العمل الاجتماعي يتداخل من مهنتي كمعنية ومهمومة بقضايا المرأة والأسرة والطفل، شأني شأن زميلات عديدات أفسحت لهن البيان صفحاتها للكتابة أو التعليق، أي أنها رحبت بنا وأتاحت لنا فرص المساهمة، دون وصاية أو شروط. ثم دار الزمان دورته، عندما وجدت نفسي خارج الوطن لاستكمال دراساتي العليا، مع أن صلتي بـالبيان بقيت على ما كانت عليه كقارئة. أعود للقول إني تابعت الجهود التي بذلتها إدارة الصحيفة لتحديثها وتطويرها شكلاً ومضموناً، فإذا بـالبيان مع طلائع الألفية تبدو متجددة وأكثر تشويقاً للقراء، إذ تغير شكل الإخراج واكتست الصفحات بعناوين جديدة وكتاب جدد، فتغيرت البيان وأصبحت الصحيفة التي لا تخطئها عين. ولكن شيئاً لم يتغير فيها، من حيث المنهاج والرؤية والرسالة التي تميزت بها البيان كصحيفة رائدة تعبر عن قضايا الوطن، وتتابع شؤون أبنائه بحكمة واقتدار وشفافية ومصداقية عالية.. وكما أشرنا في مقال سابق، فإن البيان استطاعت أن تتصدر الصحف العربية على فيسبوك وغوغل بلس ولينكد إن، على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء من خلال أعداد المتابعين، أو من حيث معدلات التفاعل. أي أنه في عام 2011 بادرت البيان لمواكبة التطورات التقنية في العالم فأطلقت موقعها بحلة عصرية تفاعلية تشمل أحدث التقنيات في عالم الصحافة الإلكترونية.. وقد تصدر موقع صحيفة البيان المركز الأول بين مواقع الصحف المحلية والعربية على مستوى الخليج والعالم العربي، التي لديها مواقع إلكترونية على الانترنت من حيث عدد الزائر الفريد لموقعها. ذلك وفقاً لإحصائيات شهر أكتوبر 2014، الصادرة عن مؤسسة إيفيكتف ميجير المتخصصة في قياس أعداد الزوار للمواقع الإلكترونية بشكل دقيق ومحايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقارة أوقيانوسيا، وتقدم خدماتها للمعلنين والناشرين على السواء. وسجل موقع صحيفة البيان أعلى عدد زوار فريدين مقارنة بمواقع الصحف الأخرى، إذ بلغ عددهم 1.5 مليون زائر فريد عن تلك الفترة، فيما سجل الموقع الثاني 1.1 مليون والثالث مليوناً واحداً فقط. لقد سبق لـالبيان أن حصدت جائزة أفضل وسائط الإعلام المقروءة حضوراً على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، في قائمة فوربس لأقوى الصحف حضوراً وانتشاراً، مسجلة تفوقاً ملحوظاً في مضمار التواصل الاجتماعي لعام 2012. وفي سياق فوز البيان بهذه الجائزة، يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن البيان تفردت عن مثيلاتها من الصحف العربية الأوسع انتشاراً، بسبب أدائها المهني الاحترافي، ممثلاً في تطوير شكل ومضمون المحتوى الصحافي، فضلاً عن رصدها وتحليلها الدقيق لسيل تداعيات أحداث المنطقة العربية والعالم، مما أكسب البيان حسبما أرى، قيمة وحضوراً ومصداقية لا تتوفر لدى صحف عربية أخرى عريقة منافسة لـالبيان. إن النجاحات التي حققتها البيان ما هي إلا وسام مستحق لمؤسسة دبي للإعلام وصناع القرار الإعلامي في دبي، كما يعد ذلك بجميع المقاييس حدثاً يستحق عليه قراء الصحيفة وكتابها ومنتسبوها من جنودها المجهولين. وما أكثرهم، الذين يواصلون العمل ليلاً ونهاراً وأيام الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية، حتى لا تتغيب البيان يوماً عن عيون قرائها الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم، فأصبح لـالبيان قراء وكتاب ومراسلون متابعون في طول وعرض الخارطة الجغرافية العربية، وهذا في تقديري عين التواصل الاجتماعي. ها هي الأيام تتوالى وتتواصل المسيرة التي لم تتوقف يوماً.. فقد تعلمنا وتعودنا أن نرى صحيفة البيان يومياً، ونطالعها كل صباح، فقد أصبحت البيان جزءاً من إيقاع حياتنا اليومية. ومن هنا، وفي ذكرى ميلادها الخامس والثلاثين، يتعين علينا أن نقدم كل الشكر والتقدير لإدارتها الموقرة وكافة المحررين وللجنود المجهولين الذين يسكبون عصارة وقتهم وجهدهم يواصلون العمل ليلاً ونهاراً، لتخرج لنا البيان في حلة جديدة زاهية ومتألقة يوماً بعد يوم. وفي الختام عيد ميلاد جديد لـالبيان أميرة المواقع العربية ومزيداً من العطاء المتجدد، مع تهانينا وتحياتنا القلبية لها بعيدها الخامس والثلاثين.