أوعزت وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية في ما تسمّى «حكومة الإنقاذ الوطني» (غير المعترف بها) في صنعاء، إلى المديرين العامين لمكاتب التخطيط في المحافظات والجهات الأمنية، بوقف النشاطات والمشاريع التي تنفّذها منظّمة «يونيسيف» وشركاؤها «إلى حين إشعارهم في وقت آخر». وأفاد كتاب بعثه وكيل الوزارة لقطاع التعاون الدولي عمر عبدالعزيز عبدالغني، بأن «يونيسيف» لا تنسّق مع الوزارة في تنفيذ نشاطاتها في المحافظات». وقال: «بالإشارة إلى المهمّات والاختصاصات الموكلة إلى الوزارة، يجب على المنظّمات والمؤسّسات عند تنفيذ نشاطات، التنسيق وأخذ الموافقة مسبقاً». ويسيطر الحوثيون على صنعاء ومحافظات منذ 21 أيلول (سبتمبر) عام 2014، ويديرون من خلال مشرفيهم كل الوزارات والمؤسسات والمكاتب التنفيذية فيها. وفسّر خبراء تحدّثوا إلى «الحياة» خطوة الحوثيين بوقف نشاطات ومشاريع «يونيسيف»، بالغضب من الانتقادات المتكرّرة التي وجّهتها المنظّمة لهم، في شأن تجنيد مئات الأطفال في جبهات القتال ونقاط التفتيش. وأشاروا إلى «عدم رضى الحوثيين عن زيارة ممثّلة «يونيسيف» في اليمن ميريتشل ريلانو للعاصمة الموقتة عدن، ولقائها رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي، وعقدها مؤتمراً صحافياً هناك، حول الأوضاع الإنسانية الكارثية في البلد. ولم تصدر المنظّمة حتى الآن أي موقف رسمي أو تعليق على هذه الخطوة، التي ستفاقم معاناة ملايين اليمنيين الذين يتلقّون الدعم منها. ومنذ تصعيد النزاع في آذار (مارس) 2015، تحققت الأمم المتحدة من مقتل 1400 طفل وإصابة أكثر من 2140 آخرين بجروح، وقد يكون الرقم الفعلي أكثر من ذلك كثيراً. كما يوجد ألفا مدرسة خارج الخدمة بسبب تعرّضها للدمار أو الضرّر، أو لأنها تأوي عائلات النازحين أو تُستخدم لأغراض عسكرية، فضلاً عن بقاء مليوني طفل خارج المدارس.