×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور.. إصابة مقيم في حريق مبنى سكني بالخفجي

صورة الخبر

البصرة تتحول إلى ساحة حرب بين الميليشيات المتشددة بعد اغتيال مسؤول حزب الله العراقي. العرب [نُشرفي2017/02/11، العدد: 10540، ص(1)] أموال النفط مرت من هنا بغداد - أشعل اغتيال أمين عام ميليشيا حزب الله العراقي الشيعية في البصرة حربا بين ميليشيات متشددة أخرى تسيطر على المدينة الغنية بالنفط، وتفرض أتاوات على عمليات تهريب واسعة وعلى مقاه ومسارح ومتاجر تبيع مشروبات كحولية، وتلعب دورا بديلا لأجهزة الأمن الرسمية. وأطلق مسلحون مجهولون النار على عضو مجلس المحافظة السابق ومسؤول حزب الله العراقي في البصرة باسم الصافي لدى مروره بسيارته في منطقة حي الحسين، وتسبب الهجوم في مقتله وإصابة مرافقه. وبمجرد الإعلان عن مقتل الصافي اتسع نطاق العنف عبر إطلاق الرصاص وإلقاء قنابل صوتية وحارقة، تراجعت معه قدرة اللجنة الأمنية في المحافظة على ضبط الأمن. ويقول المحلل السياسي محسد جمال الدين إن “داعش الشيعية تكشر عن أنيابها”، ووصف المدينة، التي يسكنها مليونا عراقي بـ”موصل الشيعة”، في إشارة إلى نشاط مجموعات مسلحة، يرتبط بأحزاب متنفذة. وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “البصرة هي أم المدن، والجميع يحاول السيطرة عليها بأي ثمن”. وقال مصدر أمني في البصرة الجمعة إن مجهولين قاموا بتفجير عبوة صوتية على مبنى سكني، فيما تم تفجير عبوة ثانية على مقهى يقع في مركز المدينة، ولم تسفر تلك الهجمات عن إصابات. وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن “تفجيرا آخر باستخدام عبوة صوتية محلية الصنع نفذه مجهولون على مبنى سكني يقع في منطقة الأبلة ضمن مركز المحافظة”. وليل الخميس شهدت البصرة ثلاثة تفجيرات لعبوات على مبان سكنية تقع في مناطق متفرقة من مركز المحافظة. وأضافت هذه المعارك مآسي إضافية للمدينة التي تكافح قوات الأمن العراقية فيها كميات كبيرة من المخدرات التي غالبا ما تتسلل إلى العراق عبر الحدود مع إيران، وتسببت مؤخرا في تحول الكثير من المراهقين من تناول مشروبات كحولية إلى تناول الهروين والكوكايين اللذين باتا يحظيان بشعبية كبيرة في المدينة. وتشعل تجارة المخدرات بين الحين والآخر حربا بين الميليشيات على تحصيل الأتاوى وتقسيمها بينها. وقد يكون اغتيال الصافي مرتبطا بمثل هذه الخلافات. محسد جمال الدين: داعش الشيعية تكشر عن أنيابها في أم المدن وتنشط في البصرة نحو 20 مجموعة مسلحة، ترتبط بميليشيا الحشد الشعبي. ويقول قيادي بارز في منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري المقربة من إيران إن “ما يحصل في البصرة هو نتيجة طبيعية لواقع منهار اقتصاديا وضعف حكومي واضح في الإجراءات”. وأضاف القيادي في تصريح لـ”العرب”، أن “البصرة بها الكثير من الميليشيات والجماعات الإرهابية، وينشط فيها التيار الصدري والمجلس الأعلى والفضيلة، بالإضافة إلى النزاع العشائري وسطوة العشيرة على القانون والأمن”. وأكد القيادي في المنظمة التي تشكل إحدى ميليشيات الحشد الشعبي أن “هناك تعقيدات أمنية وتقاطعات بين المحافظ ومجلس المحافظة، وبين قائد الشرطة وقيادة العمليات العسكرية، لذلك لا أود أن أدلي بتصريحات شخصية لخطورة الوضع”. ويتبع محافظ البصرة ماجد النصراوي، المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، لكن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لديه عدد كبير من مقاعد مجلس المحافظة، في حين تعد البصرة معقلا تقليديا لاتباع رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. ويقول مغردون من البصرة إن مجموعات مسلحة مرتبطة بقيادات في ائتلاف دولة القانون أجبرت عددا من نقاط التفتيش في التقاطعات المرورية الرئيسية على إخلاء مواقعها، وهو ما سهل تنفيذ الهجمات التي شهدها مركز المدينة مؤخرا. وحذروا من مخاطر اندلاع صدام مسلح للاستحواذ على قرار البصرة السياسي، قبيل انتخابات مجلس المحافظات التي من المقرر أن تجرى عام 2018. لكن الصحافي العراقي سرمد الطائي، الذي ينحدر من البصرة، قال “إن نفط المحافظة، الذي يمول الجزء الأكبر من الموازنة العراقية، هو الضمانة لعدم انزلاقها إلى العنف”. وأضاف لـ”العرب”، إن “النفط والموانئ يمولان الجانب الأكبر من النشاط الحزبي في البصرة، وهذه الأحزاب لن تسمح بانهيار الوضع الأمني في المحافظة”. وأوضح الطائي “لم يكن البصريون، على سبيل المثال، يتخيلون رؤية جسر معلق على شط العرب الشهير، يسمح بمرور السفن من تحته في مشهد يذكر بمضائق إسطنبول البحرية، غير أن ذلك تحقق في مشروع سيفتتح خلال أسابيع، رغم شبهات الفساد وسوء الإدارة نتيجة الانقسام السياسي والجراح العميقة في ثقافة البصرة التي كانت معروفة بالانفتاح والتنوع الديني والثقافي”. وأشار إلى أن “المجتمع الحضري هناك يكافح لاستعادة نوع من الحياة كان غير مألوف طوال عقود الحرب، حيث تفتتح الأسواق العملاقة وتزخر المولات بالبضائع. وتحولت هذه الأماكن إلى ما يشبه النوادي الاجتماعية التي تشهد عروض المسرح ومهرجانات الأغاني (الخشابة) التي تنتمي إلى ثقافة البحر والإيقاع الخليجي. وقام بعض المستثمرين بافتتاح مشاريع تعد ترفية للغاية من قبيل قاعات تزلج على الجليد تسمح بالاختلاط بين الجنسين في مشهد يحاكي ازدهار مدن المنطقة الأخرى. :: اقرأ أيضاً شكوك حول تضخيم الحوثيين لقدراتهم طهران بين الخوف والكآبة: هل يهاجم ترامب إيران ترامب يكبح اندفاعه في دعم إسرائيل لتخفيف الضغوط عليه انفراج أوروبي في قيود السفر إلى سيناء