في وقت قالت فيه وسائل إعلام رسمية إن قوات النظام السوري فرضت سيطرتها على قريتين قرب الحدود مع لبنان، تواصلت أمس الاشباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في عدة مناطق بريف اللاذقية، فيما أشار معارضون إلى أن قوات النظام قصفت مدينة حرستا في ريف دمشق بالغازات السامة. وأكدت تقارير أن النظام شن غارة جوية على برج الـ45 ومحيط قرية السكرية في جبل التركمان. كما شن غارة مماثلة بمنطقة النبعين التي سيطرت عليها المعارضة أخيرا، ودخل في اشتباكات مع الجيش الحر على محور تشالما في جبل التركمان بريف اللاذقية، أسفرت عن مقتل 19 عنصرا من قوات النظام، بينما قتل 10 أشخاص من فصائل المعارضة المسلحة، ولفتت التقارير إلى أن الخسارة التي تكبدها النظام في اللاذقية "موجعة". وكانت كتائب المعارضة قد تمكنت خلال الأيام الماضية من السيطرة على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، وبرج الـ45 وقرية السمرا التي هي عبارة عن ممر جبلي مع منفذ على البحر. وتتعرض هذه المناطق لقصف عنيف من القوات النظامية في محاولة لاستعادتها. من جانب آخر، أكد اتحاد تنسيقيات الثورة أن النظام السوري استهدف مدينة حرستا بصواريخ محملة بمواد سامة، مما أدى إلى سقوط 3 قتلى اختناقا، كما أصيب عدد كبير باختناق وضيق تنفس. ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذا القصف، وطالب في بيان المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته أمام آلة النظام السوري المجرمة التي تفتك بالمدنيين". وفي حمص، قتل 9 أشخاص وجرح العشرات جراء استهداف قوات النظام بلدتي الغنطو والدار الكبيرة في ريف المدينة الشمالي، بست غارات جوية وقصف براجمات الصواريخ ومختلف الأسلحة الثقيلة. وفي ريف إدلب شمالي البلاد، قتل 15 جنديا مما تُسمى قوات الدفاع الوطني في اشتباكات مع مسلحين من جبهة النصرة، كما قتل في الهجوم 5 من عناصر جبهة النصرة، كذلك القيادي في كتائب أحرار الشام أبوعبدالله طعوم. وكانت وسائل إعلام رسمية قد أشارت إلى أن قوات النظام فرضت سيطرتها على قريتي فليطة ورأس المعرة وهما من أواخر معاقل المعارضة في المنطقة مما سيدفع المقاتلين واللاجئين على الأرجح إلى عبور الحدود إلى لبنان مما يهدد بتفاقم زعزعة الاستقرار في لبنان. وشهدت عرسال في البقاع الشمالي اللبناني حركة نزوح كثيفة من بلدتي فليطة ورأس المعرة في القلمون السوري، بعد سقوط هاتين البلدتين بقبضة الجيش السوري، وقد وصل عدد النازحين إلى بلدة عرسال حتى ظهر أمس حوالى 700 نازح سوري، فيما عمد الجيش اللبناني الذي انتشر في جرود عرسال، إلى التدقيق بالهويات لضبط الحدود ومنع المسلحين من الدخول إلى لبنان عبر جرود عرسال. وأكد ناشط من جبال القلمون جواد السيد في تصريحات صحفية "أن توازن القوى غير متكافئ بين الطرفين في هذه المنطقة"، مشيرا إلى أن القوات النظامية "تملك الطيران الحربي والدبابات"، موضحا أنه "يمكن رؤية المقاتلين من الجو، ويتم استهدافهم من الطائرات أو الدبابات". من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل الخميس الماضي مسلحين سوريين، وأشار إلى أنهما حاولا التسلسل الى إسرائيل عبر مرتفعات الجولان السورية المحتلة. ولفت في بيان إلى أن نقطة مراقبة تابعة للجيش الإسرائيلي رصدت المسلحين وهما يصلان من جهة الأراضي السورية إلى السياج ويحاولان إلحاق أضرار به، فتم إطلاق النار عليهما مما أدى إلى مقتلهما.