شدد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة على أهمية الأمانة خلال أداء الرسالة الإعلامية وضرورة استشعار شرفها، مؤكدا أن رسالة الإعلام أن يكون بانيا للأفراد والأمم ويضع معالم للأمة العظيمة المستمسكة بثوابتها وتؤمن بالحوار وتدعو للسلام. وقال في كلمته خلال حفل الوزارة السنوي التكريمي التي نظمته البارحة في جدة للوفود الإعلامية والثقافية المشاركة في موسم حج هذا العام، إن الحج وشعائره فيها الكثير من الدروس والعبر، حيث إن هذا الاجتماع الإسلامي المهيب يستشعر فيه الجميع شرف الرسالة الإعلامية التي حملناها في كل زمان ومكان، فالإعلام ليس له من رسالة إلا أن يكون بانيا للأفراد والأمم ويضع معالم لأمة عظيمة مستمسكة بثوابتها تؤمن بالحوار وتدعو للسلام. وقال: «ما أحوجنا ونحن نشهد ما يلم بأمتنا أن نستشعر أمانة الكلمة ونتقي الله في ما استؤمنا عليه من واجب تبصير شعوبنا وأوطاننا إلى سبل الخير والنجاح، ورب كلمة أطفأت فتنة ورب كلمة أشعلتها، وليكن إعلامنا بانيا منتميا إلى ما يدعو إليه الإسلام من الأخلاق الفاضلة». وأضاف: لقد شرفكم الباري تعالى خلال حج هذا العام بالوقوف في صعيد عرفة وفي المشاعر المقدسة وطفتم حول البيت العتيق وسعيتم بين الصفا والمروة وشربتم من ماء زمزم واستشعرتم فيها معاني الوحدة الإسلامية التي هي من مقاصد الحج العليا وغاياته الكبرى. وبين وزير الثقافة والإعلام أن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تتشرف وتفخر بخدمة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة تسخر إمكاناتها المادية والبشرية لرعاية ضيوف بيت الله الحرام، وتتطلع في كل عام لبلوغ أفضل مستوى وأرقى الخدمات التي تعين الحجاج على أداء مناسكهم بيسر وسهولة، وهذا ديدن كل من تولى أمر هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبنائه الملوك من بعده. وأردف خوجة قائلا: «يتضح هذا الاهتمام جليا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي أولى جل اهتمامه لخدمة الحرمين الشريفين وعمارتهما، وقد رأيتم بأنفسكم وكل من أتيحت له الفرصة لحج هذا العام المشاريع الجبارة التي تقوم بها المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي يستفيد منها كل زائر ومعتمر وحاج يجري العمل فيها ليلا ونهارا، وسخرت لها كافة الإمكانات والطاقات». سائلا الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين على جهوده ومتابعته الدؤوبة لإنجاز هذا العمل خير الجزاء. من جانبهم، شكر ضيوف وزارة الثقافة والإعلام الحفاوة التي وجدوها خلال أداء مهامهم في موسم حج هذا العام، مثمنين الجهود التي شاهدوها في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وقالوا في كلمة ألقاها نيابة عن الوفود العربية مدير تحرير صحيفة التونسية نصر الدين محمد بن سعيده: سعدنا برؤية مشاعر معبرة تجسد التضامن والتكافل بين الحجاج تحت رعاية ملكية خالصة إذ سخرت هذه البلاد المباركة قدراتها وجندت رجالها لخدمة ضيوف الرحمن بحرصها على توفير الرعاية الصحية وترتيب تنقلاتهم وضمان أمنهم وسلامتهم، إنها شهادة وأمانة وجب نقلها وتبليغها ليعلم الجاهل ويطلع المغيب ويفهم المتغافل أن نجاح المملكة في موسم الحج ليس بالسهولة التي يظنها البعض، فاحتواء مليوني حاج دفعة واحدة في مكان محدود إنجاز لن تقدر عليه إلا المملكة العربية السعودية بفضل الله وعونه، نحن مدعوون إلى استثمار دعوة وزارة الثقافة والإعلام لأداء فريضة الحج بالاستفادة من فرصة التلاقي والتعارف بتعزيز العلاقات بيننا والاتفاق على توحيد مناهج تداخلاتنا لخدمة قضايانا، وذلك عبر رفع صوت الاعتدال ونبذ خطابات التطرف التي تحيلنا على شبهات نرفضها لأنها غريبة عنا وتؤذينا.
