استقبل الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا أمس، في قصر «الكويرينالي» في روما (مقر الرئاسة الإيطالية)، نظيره التونسي الباجي قائد السبسي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى إيطاليا تستمر يومين، بحضور وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو. ودعا السبسي الإيطاليين إلى دعم المبادرة التونسية – المصرية - الجزائرية لحل الأزمة الليبية. وقال إن «إيطاليا مرحب بها للمساعدة والمساهمة في المبادرة التي تقدمت بها كل من تونس والجزائر ومصر، لمساعدة الشعب الليبي على تشكيل دولة وطنية، من دون إقصاء أو تدخل خارجي». واعتبر السبسي أن الاتفاق الذي توصّلت إليه إيطــــاليا وليبيا للحدّ من موجات الهجرة المنطلقة مــن السواحل الليبية صوب شمال المتوسّط، وتحــديداً نحو السواحل الإيطالية، إيجابياً. وأعــرب عشيّة وصوله إلى روما في حوار معه نشرته جريدة «لا ريبوبليكا» الإيطالية اليومية الواسعة الانتشار عن قناعته بأن «موضوع الهجرة ينبغي أن يُعالَجَ من الجذور»، انطلاقاً من برنامج استثماري لمصلحة بلدان الساحل الأفريقي. وأكّد الرئيس التونسي أن بلاده «تمكنت من تحجيم هذه الظاهرة»، إلا أنه أضاف أن «ما لم تتحسّن الأوضاع في ليبيا فإن أخطار هذه القضية ستظل قائمة»، مشدداً على أن «من الخطورة بمكان، تقسيم ليبيا». وأضاف: «لدي أواصر جيّدة مع (رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز) السرّاج وأعتقد أن الليبين قادرون على تأسيس التوازن في أوضاع بلادهم، من دون تدخلات أجنبية». وجدّد وزير الخارجية الإيطالي دعوة بلاده إلى حماية وحدة ليبيا مؤكداً أن «الشعب الليبي واحد والدولة الليبية واحدة»، وما ينبغي تحقيقه في ليبيا اليوم هو «دعم الحوار مع الشرق بما يُحقّق توحيد ضفتي البلاد». جاء ذلك خلال جلسة استماع برلمانية حضرها برفقة زميلته وزيرة الدفاع روبيرتا بينوتّي. وأضاف: «ينبغي دعم الأطراف من أجل تطبيع الإوضاع في الداخل الليبي». وكشف ألفانو أن السفير الإيطالي في ليبيا جوزيبّي بيرّوني «زار طبرق في الآونة الأخيرة وعـــقد سلسلة لقاءات مثمرة مع سلطات شرق ليبـــيا»، مشيراً إلى أن قرار الحكومة الإيطالية بإعادة إرسال السفير بيرّوني إلى طرابلس، بعد الحصول على الضمانات الأمنية اللازمة، أتى بثماره، إذْ أنجز سفيرنا جهداً استثنائياً على الأرض للإعداد للاتّفاق المبرم بين إيطاليا وحكومة الوفاق الوطني الليبية»، والموقّع من رئيس الحكومة الإيطالية باولو جينتيلوني ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السرّاج في روما، عشية انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي الاستثنائية في مالطا في شأن الهجرة. وقال ألفانو إنه نصح نُظراءه الأوروبيين قبل 3 أيام بتكرار التجربة الإيطالية في إطار إعادة فتح سفاراتها في ليبيا، وأن اقتراحه نال استحسان عدد من الدول الأعضاء. واعتبر خطوة بلاده في هذا الشأن «استراتيجية» وأن «إيطاليا تسعى إلى الاستثمار في جنوب ليبيا» وذلك بمقاربة أكثر شمولية، وليس عبر مؤشر مشكلة الهجرة وحدها. في المقابل، صرح سفير تونس في روما معز السيناوي أن من أولويات السبسي حضّ الإيطاليين على رفع استثماراتهم في تونس، وذلك عبر لقاءاته مع الرئيس الإيطالي ورئيس حكومته ورئيس مجلس الشيوخ اضافة إلى شخصيات ورجال اعمال. ويسعى السبسي من خلال هذه الزيارة الى حشد الدعم الاقتصادي لبلاده بخاصة أن إيطاليا تترأس مجموعة الدول السبع الكبار لهذا العام. وكانت إيطاليا شاركت بقوة في الندوة الدولية للاستثمار التي عقدتها تونس في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتعدّ إيطاليا أحد أهم شركاء تونس الاقتصاديين بمبادرات تجارية بقيمة حوالى 5 بلايين دولار في العام الماضي إضافة إلى أن الشركات الإيطالية تمثل حوالى 25 في المئة من اجمالي الشركات الأجنبية في تونس. في غضون ذلك، توقعت بعثة صندوق النقد الدولي التي زارت تونس أخيراً أن نسب النمو في البلاد لن تتجاوز 1.3 في المئة للعام الماضي، مطالبةً حكومة تونس بضرورة تحقيق نسب نمو لا تقل عن 2.5 في المئة للعام الحالي، وفق بيان نشرته أمس.