مصر في عهدة السيسي بينما تستعد الأغلبية الكاسحة من المصريين لتسليم السلطة إلى المشير عبدالفتاح السيسي، بعدما حسم قراره واختار الترشح بعد عدة أشهر من الانتظار، في سباق يبدو محسوما، فإن الرئيس الجديد لمصر الجديدة يدرك أكثر من غيره أن أمامه جملة كبيرة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ولعل أهم ما يميز هذا الرجل هو ميله الشديد إلى الوضوح والشفافية، ومكاشفة الشعب بكل الحقائق حتى ولوكانت مرة ومؤلمة. ويرى مراقبون أن هذه الحالة الفريدة لرئيس مصر المقبل يمكن أن تمثل عاملا إيجابيا في استنهاض همم المصريين، وشحذ عزائمهم لمواجهة مثل هذه الشدائد. ويواجه الرئيس عدة تحديات أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد نتيجة أكثر من ثلاث سنوات من عدم الاستقرار، وتتوقف معالجتها على التصدي لعدد من التحديات لعل أهمها الانفلات الأمني والاحتجاجات المتواصلة، وهو ما أدى إلى تراجع عائدات السياحة والاستثمار. ومن هنا فإن الأزمة في مصر في الوقت الحالي لا تتعلق بشخصية السيسي الذي يحظى بحب وثقة منقطعة النظير بين مختلف طوائف الشعب المصري، ولكن الأزمة تتعلق بمدى قدرة المصريين على مساعدته على إعادة عجلة الإنتاج إلى ذروتها، وإعادة تشغيل كافة القطاعات التي توقفت عن العمل منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام. وانطلاقا من ذلك، فإن التحدي الحقيقي الذي يواجه مصر والمصريين خلال المرحلة المقبلة، ينطلق من ضرورة أن يكون الجميع على قلب رجل واحد، وأن يعمل الجميع ليل نهار وهذا هو ما دشن به السيسي عهده في أول خطاب لإعلان الاستقالة عندما قال إنه يعد بالعمل الجاد، بما يؤدي إلى أن يعيش المواطن بكرامة، وأن يحصل على حقوقه كاملة.
