بأنامله المسنه, وتجاعيد كفه, يعمل العم علي بن محمد في صناعة الخناجر منذ 40 عاما وارثا هذه الصناعة من عائلته التي حفظت للخنجر هيبتها ورونقها من المصانع الحديثه وأصبح بوصلة هواة الخناجر في منطقة عسير والمستشار الأبرز عند البيع أو الشراء لما يمتلكه من مخزون ثري حول الخناجر وأنواعها. يروي العم علي رحلته مع الخناجر التي يجد فيها متنفسا يومياً رغم الجهد والتعب والعناء من أجل تجهيزها وتصميمها وصولاً إلى عرضها كمنتج نهائي في السوق, حيث تبدأ الرحلة من تصميم السلة ومقبضها وهي ما تحدد قيمتها مع غمدها, فالسلة الهندوان التي يتم صناعتها يدوياً ورأس من قرن الزراف تعد من أجود أنواع الجنابي وأكثرها طلباً وأندرها في السوق, تتراوح أسعارها ما بين 5 آلاف إلى 60 ألف ريال, خصوصا إذا كانت بغمد من الفضة, يتم تصميم الغمد من الخشب الخفيف مثل خشب البرقوق أو العنبر أو الثالوث. ويؤكد العم علي أن الجنبية المسمار, والحضرمي والنجرانية أغلى أنواع الجنابي, وبعضها له تاريخ تتوارثه الأجيال في العائلة الواحدة وتعرف من بين العديد من الجنابي وصاحبها, وهي ذات قيمة تاريخية وتنسب بعضها بنسب ملاكها على مر السنين. ويشير العم علي إلى أن الجنبية ليست للزينة فقط, بل هي رمز أصالة, وتعد من أغلى وأثمن الهدايا التي تعبر عن قيمة المهدى إليه, وغالبا ما تشير إلى أن المتلقي للهدية يعتبر ذا قدر كبير ولا يمكن الإستغناء عنه في السراء والضراء, ولها قيمة عند القبائل عندما ترهن في الصلح كرمز للجدية في طلبه ورغبته في إنهاء الخلافات.